للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يُكنَى أبا جعفرٍ.

وَلَدَتْه أمُّه أسماءُ بنتُ عُمَيسٍ بأرضِ الحبشةِ، وهو أَوَّلُ مولودٍ وُلِد في الإسلامِ بأرضِ الحبشةِ، وقدِم مع أبيه المدينةَ، وحفِظ عن رسولِ اللهِ ، وروَى عنه.

وتُوفِّي بالمدينةِ سنةَ ثمانينَ، وهو ابن تَسعِينَ سنةً، وقيل: إِنَّه توفِّي سنةَ أربعٍ -[أو خمسٍ] (١) - وثمانينَ، وهو ابن ثمانينَ سنةً، والأوَّلُ عندي أَولَى، وعليه أكثرُهم أنَّه تُوفِّي سنةَ ثمانينَ، وصلَّى عليه أبانُ بنُ عثمانَ، وهو أميرُ المدينةِ يومئذٍ، وذلك العامُ يُعرَفُ بعامِ الجُحَافِ؛ سَيلٍ (٢) كان بمَكَّةَ أجحَفَ بالحاجِّ، وذهَب بالإبلِ وعليها الحَمولةُ.

وكان عبدُ اللهِ بنُ جعفرٍ كريمًا، جَوَادًا، ظريفًا (٣)، حَليمًا، عَفيفًا، سَخِيًّا، يُسَمَّى بَحْرَ الجودِ، يُقالُ: إِنَّه لم يَكُنْ في الإسلامِ أسخَى منه، وكان لا يرَي بسَماعِ الغناءِ بأسًا.

رُوِي أَنَّ عبدَ اللَّهِ بن جعفرٍ كان إذا قدِم على معاويةَ أنزَله دارَه، وأظهَر له مِن بِرِّه وإكرامِه ما يَسْتَحِقُّه، فكان ذلك يَغِيظُ فاخِتةَ بنتَ قُرْظَةَ بن عبدِ عمرِو بن نَوْفَلِ بن عبدِ مَنافٍ زوجةَ معاويةَ، فَسَمِعَتْ ليلةً غناءً عندَ عبدِ اللَّهِ بن جعفرٍ، فجاءَتْ إلى معاويةَ، فقالَتْ: هَلُمَّ فاسمَعْ ما في


(١) في ي: "وخمسين".
(٢) في م: "لسيل".
(٣) في خ: "طريفًا".