للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالبيتِ في تلك الحِجَّةِ، فحاصَره ستةَ أشهُرٍ وسبعةَ عَشَرَ يومًا إلى أن قُتِل في النِّصْفِ من جُمادَى الآخرةِ (١)، سنةَ ثلاثٍ وسبعينَ (٢).

أخبرنا خلفُ بنُ قاسمٍ، قال: حدَّثَنَا عبدُ اللهِ [بنُ عمرَ] (٣) بنِ مَعْمَرٍ، قال: حدَّثَنَا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحَجَّاجِ (٤)، قال: حدَّثَنَا يحيى


(١) في هـ: "الأولى".
(٢) في حاشية خ: "قال الفقيه الإمام أبو محمد علي بن حزم: بويع بالخلافة أبو بكر عبد الله ابن الزُّبَير بن العوام بمكة سنة أربع وستين بعد ثلاثة أشهر منها، وأجمع عليه المسلمون كلهم من إفريقية إلى خراسان حاشا شرذمة من الأعراب بالأردن، فوجه إليهم أمير المؤمنين عبد الله بن الزُّبَير رسوله مروان بن الحكم ليأخذ بيعتهم بعد أن بايعه مروان بن الحكم، فلما ورد عليهم خَلَع الطاعة، وهو أول من شق عصا المسلمين بلا تأويل ولا شبهة، وبايعه أهل الأردن، وخرج على ابن الزُّبَير وقتل النعمان بن بشير أول مولود ولد في الإسلام في الأنصار صاحب رسول الله بحمص، وخرج أيضًا المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي، فقتل بالكوفة، وادعى النبوة -لعنه الله- وتغلب مروان على الشام ومصر، ثم مات بعد عشرة أشهر، فقام مقامه في الخلعان لعبد الله بن الزُّبَير ابنُه عبد الملك بن مروان، وبقيت فتنته إلى أن قوِي أمره، فوجه عامله الحجاج بن يوسف إلى مكة فحاصرها ورمى البيت بحجارة المنجنيق، وقتل أمير المؤمنين عبد الله بن الزُّبَير في المسجد الحرام بمكة سنة ثلاث وسبعين في جمادى الآخر مقبلًا غير مدبر مدافعة عن نفسه مقاتلًا، فلذلك لم يعرف من قتله، وله ثلاث وسبعون، وهو أول مولود ولد في الإسلام في المهاجرين بعد الهجرة، وصلب منكسًا، وهي رابعة مصائب الإسلام وخرومه؛ لأن المسلمين استضيموا في قتله ظلما علانية، وصلبه واستحلال الحرم، وكانت ولايته تسعة أعوام وثلاثة أشهر غير نصف شهر، أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق أجمعين"، أسماء الولاة والخلفاء وذكر مددهم لابن حزم ٢/ ١٤١، ١٤٢.
(٣) سقط من: م.
(٤) في هـ: "الحلاج".