للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ليُفَقِّهوهُم في الدين، ويُعَلِّموهم القرآنَ وشرائعَ الإسلام، فخرَجوا معهم حتَّى إذا كانوا بالرَّجِيعِ -وهو ماءٌ لهُذَيلٍ بناحية الحجازِ- استَصرَخوا عليهم هُذَيلًا، وغدَروا بهم، فقاتَلوا حتَّى قُتِلوا، وهم: عاصِمُ بنُ ثابتٍ، ومَرْثَدُ بنُ أَبي مَرْثَدٍ، وخُبَيبُ بنُ عَدِيٍّ، وخالدُ بنُ البُكَير، وزيدُ بنُ الدَّثِنَةِ، وعبد الله بن طارِقٍ؛ فأَمَّا مَرثَدٌ، وخالِدٌ، وعاصِمٌ فقاتلوا حتَّى قُتِلوا، وأمَّا خُبيبٌ، وعبدُ اللهِ، وزيدٌ فلانوا ورَقُّوا ورغِبوا في الحياةِ، فأَعطَوا بأيديهم، فأُسروا، ثم خَرَجوا بهم إلى مكَّةَ، حتَّى إذا كانوا بالظَّهْرانِ انتَزَعَ عبد الله بن طارِقٍ يدَه مِن القِرانِ وأخذ سيفه، واستأْخَرَ عنه (١) القومُ، فرموه بالحجارة حتَّى قتَلوه، فقَبرُه بالظَّهْران، وقد ذكَره حَسَّانُ في شعرِه الذي رَثى به أصحابَ الرَّجيعِ: عاصِمُ بنُ ثابتٍ، ومَرْثَدُ بنُ أَبي مَرْثَدٍ، ومَن ذُكِر معهما، فقال (٢):

وابنُ الدَّثِنَّةِ (٣) وابنُ طارق منهُمُ … وافاه ثُمَّ حِمامُه المكتوبُ

وأوَّلُ هذا الشِّعرِ:

صَلَّى الإله على الذين تَتَابَعوا (٤) … يومَ الرَّجِيع فأُكرموا وأُثِيبوا


(١) في م: (عن).
(٢) ديوان حسان ص ١٧٣، وسيرة ابن هشام ٢/ ١٨٣، وفيهما: وابن طارق وابن دثنة، وقال ابن هشام عن القصيدة: وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لحسان.
(٣) في ط، هـ: "الدثينة"، وفي حاشية ط كالمثبت، وضبطت "الدثنة" في ط، بتشديد النون للوزن.
(٤) في خ: "تتايعوا"، وفي حاشية ط: "تبايعوا"، وقال ابن الأثير في النهاية ١/ ٢٠٢: التتابع: =