للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كان إسلامُه قديمًا في أَوَّلِ الإسلامِ في حينِ أسلَم (١) سعيدُ بنُ زِيدٍ وزوجتُه فاطمةُ بنتُ الخطَّابِ (٢) قبلَ إسلامِ عمرَ بزمانٍ، وكانَ سببَ إسلامِه أنَّه كان يَرْعَى غنمًا لعُقْبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ، فَمَرَّ به رسولُ اللهِ ، وأَخَذ شاةً حائِلًا من تلك الغنمِ، فَدَرَّتْ عليه لبنًا غزيرًا.

ومِن إسنادِ (٣) حديثِه هذا ما رَواه أبو بكرِ بنُ عَيَّاشٍ وغيرُه، عن عاصمِ بنِ أبي النَّجودِ، عن زِرِّ بنِ حُبَيشٍ، عن ابنِ مسعودٍ، قال: كنتُ أرعَى غَنمًا لعُقبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ، فمرَّ بي رسولُ اللهِ فقال لي: "يا غلامُ، هل مِن لبَنٍ؟ "، قلتُ: نعم، ولكنَّي مُؤْتَمَنٌ، قال: "فهل مِن شاةٍ حائلٍ (٤) لم يَنْزُ عليها الفحلُ؟ "، فأتَيتُه بشاةٍ فمسَحَ ضَرعَها، فنزَل لبنٌ فحَلَبَه في إناءٍ وشرِب وسقَى أبا بكرٍ، ثمَّ قال للضَّرْعِ: "اقلِصْ"، فقَلَص، قال: ثمَّ أتيتُه بعدَ هذا، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، عَلِّمْني مِن هذا القول، فمسَحَ رأسي (٥)، وقال: "يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَإِنَّكَ عَلِيمٌ (٦)


(١) في ر، خ، غ: "إسلام".
(٢) بعده في ط، ر: "أسلمت".
(٣) قال سبط ابن العجمي: "بخط كاتب الأصل في الهامش ما لفظه: حدثناه ابن يربوعٍ، حدَّثَنَا أبو علي، حدَّثَنَا ابن زريق البغدادي، حدَّثَنَا إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت الدمشقي، حدَّثَنَا الحسن بن عرفة، حدَّثَنَا أبو بكر بن عياش، فدكره".
(٤) حائل: غير حامل، النهاية ١/ ٤٦٣.
(٥) بعده في ط: "بيده".
(٦) في م، وحاشية ط: "غليم"، وقال ابن أبي شيبة في مسنده ١/ ٢١٥: "يقول: إنك ستعلم وتعلِّم".