للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ورُوِّينا عن عمر أنَّه قال في (١) حينَ احْتُضِرَ ورأسه في حَجْرِ ابنه عبدِ اللهِ:

ظَلُومٌ لنفسي غيرَ أَنِّي مُسْلِمٌ … أُصَلِّي الصلاةَ كُلَّها وأصومُ (٢)

حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا (٣) جعفر بن محمدٍ الصَّائِغُ، حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدثنا إبراهيم بن سعدٍ


= لأرجو أن يكون الله تعالى خلقني سعيدًا، ثم خرج فأرسل إلى كعب فدعاه، فقال كعب: والذي نفسي بيده، إنا نجدك في كتاب الله تعالى على باب من أبواب جهنم: تمنع الناس أن يقعوا فيها، فإذا مت لم يزالوا يقتحمون فيها إلى القيامة، هذا صحيح عن مالك، وعنده أيضًا عن مالك، عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم، أن عمر بن الخطاب نزل يوما بطريق مكة تحت شجرة، فلما اشتد عليه العطش خرج من تحتها، فطرح وما استظل به، فناداه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، هل لك في رجل قد ربثت حاجته، وطال انتظاره؟ قال: ومن ربثها، قال أنت، قال: فما زال القول والمراجعة بينهما حتى ضربه عمر بن الخطاب بالمخفقة، فأخذ الرجل بثوب عمر، فقال: عجلت علي قبل أن تنظر؛ فإن كنت مظلومًا رددت علي حقي، وإن كنت ظالمًا رددتني إلى الحق، فقال عمر: صدقت، فأخذ عمر بثوب الرجل، ثم أعطاه الدرة، فقال: استعد، فقال الرجل: ما أنا بفاعل، فقال عمر: والله لتفعلن، أو لتفعلن ما يفعل المنصف من حقه، فقال الرجل: فإني أغفر لك يا عمر، فالتفت عمر إلى رجل من أصحابه، فقال: أنصف من نفسي قبل أن ينتصف مني وأنا كاره، قال: لو كنت في الأراك لسمعت حنين عمر هذا صحيح عن مالك".
الخبر الأول أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣/ ٣٠٧، وفتح البارى ١٣/ ٥٠، ولسان الميزان ٤/ ٩١، والخبر الثاني في: محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ٢/ ٥٠٣.
(١) سقط من: ر، غ.
(٢) أسد الغابة ٣/ ٦٧٤.
(٣) في م: "بن".