للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال أبو عمر : كان عَمَّارٌ وأُمُّه سُمَيَّةُ ممن عُذِّبَ في اللهِ، ثمَّ أَعْطاهم عَمَّارٌ ما أرَادُوا بلسانه، واطْمَأَنَّ بالإيمانِ قلبه، فَنَزَلت فيه: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾ [النحل: ١٠٦]، وهذا مما أجمع أهل التفسير عليه.

وهاجر إلى أرض الحبشة، وصَلَّى القِبْلَتَيْنِ، وهو مِن المُهاجرين الأَوَّلِينَ، ثُمَّ شهد بدرًا والمشاهد كلها، وأبلى ببدر بلاءً حَسَنًا، ثمَّ شهد اليمامةَ، فأبلى فيها أيضًا، ويومَئِذٍ قُطِعتْ أُذُنُه.

ذكر الواقدِيُّ: حدثنا عبدُ اللَّهِ بن نافعٍ، عن أبيه، عن عبدِ اللَّهِ بن عمر، قال: رأيتُ عَمَّارَ بنَ ياسرٍ يومَ اليمامة على صَخْرَةٍ وقد أشرف يَصِيحُ: يا معشر المسلمين، أمن الجنَّةِ تَفِرُّونَ! أَنا عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ، هَلَمُّوا إليَّ، وأنا أَنْظُرُ إلى أُذُنِه قد قُطِعَتْ فهي تَذَبْذَبُ وهو يُقاتِلُ أَشَدَّ القتال (١)، وكان فيما ذكر الواقدِيُّ طويلا، أشهل، بعيد ما بينَ المَنْكِبَيْن (٢).

قال إبراهيم بن سعدٍ: بَلَغَنا أَنَّ عَمَّار بن ياسر، قال: كنتُ تِرْبًا لرسولِ اللهِ في سِنِّه، لم يَكُنْ أحدٌ أقرب به سِنًّا مِنِّي (٣).


(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣/ ٢٣٥، ومن طريقه البلاذري في أنساب الأشراف ١/ ١٦١ عن الواقدي به.
(٢) طبقات ابن سعد ٣/ ٢٤٤، والمعارف ١/ ٢٥٨، وأنساب الأشراف ١/ ١٧٤.
(٣) المستدرك ٣/ ٣٨٤، ٣٨٥، وتاريخ دمشق ٤٣/ ٣٦٢.