للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والأنصارِ أهلِ الشَّرَفِ، فيهم أبو بكرٍ وعمرُ، وأَمَّرَ عليهم أبا عُبَيْدَةَ، فلمَّا قدِموا على عمرٍو، قال عمرٌو (١): أنا أميرُكم، وإِنَّما أنتم مَدَدِي، فقال أبو عُبَيْدةَ: بل أنتَ أميرُ مَن معك، وأنا أميرُ مَن معي، فأبَى عمرٌو، فقال له أبو عُبَيْدةَ: يا عمرُو، إنَّ رسولَ اللهِ عهِد إليَّ: "إذا قدمتَ على عمرٍو فَتَطاوَعا ولا تَخْتَلِفا"، فإنْ خالفْتَني أَطَعتُك، قال (٢): فإِنِّي أُخالِفُك، فَسَلَّمَ له أبو عُبَيْدةَ، وصَلَّى خلفَه في الجيشِ كلِّه، [وكانوا خمسَمائةٍ] (٣).

ووَلَّى رسولُ اللهِ عمرَو بنَ العاصِي على عُمانَ، فلم يَزَلْ عليها حتَّى قُبِض رسولُ اللهِ ، وعمِل لعمرَ، وعثمانَ، ومعاويةَ، وكان [عمرُ بنُ الخطابِ] (٤) قد وَلَّاه بعدَ موتِ يزيدَ بن أَبِي سُفْيانَ فِلَسْطِينَ والأُرْدُنَّ، ووَلَّى معاويةَ دمشقَ وبَعْلَبَكَّ والبَلْقاءَ، ووَلَّى سعيدَ بنَ عامرِ بن حِذْيمٍ حمصَ، ثمَّ جمَع الشامَ كلَّها لمعاويةَ، وكتَب إلى عمرِو بن العاصِي، فسار إلى مصرَ، فافْتَتَحَها، فلم يَزَلْ عليها واليًا حتَّى مات، عمرُ، فَأَقَرَّه (٥) عثمانُ عليها أربعَ سنينَ أو نحوَها، ثمَّ عزَله عنها، ووَلَّاها عبدَ اللهِ بنَ سعدٍ العامِرِيَّ.


(١) سقط من: هـ، م.
(٢) بعده في هـ، م: "عمرو".
(٣) في هـ: "خمسمائة فارس".
(٤) في هـ: "عمرو".
(٥) في ي ٣: "فأمّره".