للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ورُوي عنه أنَّه قال ذلك حينَ تُوفِّيَتْ زينبُ ابنتُه، قال: "الْحَقِي بِسَلَفِنا (١) الخَيِّرِ عثمانَ بن مظعونٍ" (٢)، وأعلَم رسولُ اللهِ قبرَه بِحَجَرٍ، وكان يزورُه.

وقال سعدُ بنُ أبي وَقَّاصٍ: رَدَّ رسولُ اللَّهِ على عثمانَ بن مظعونٍ التَّبَتُّلَ، ولو أَذِنَ له (٣) لاخْتَصَيْنَا (٤).

وكان عابِدًا مجتهدًا مِن فُضلاءِ الصَّحابةِ، وقد كان هو وعليُّ بنُ أبي طالبٍ وأبو ذَرٍّ هَمُّوا أَنْ يَخْتَصُوا ويَتَبتَّلُوا، فَنَهَاهم رسولُ اللهِ عن ذلك، ونَزَلَتْ فيهم: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا﴾ الآية [المائدة: ٩٣] (٥).


(١) في هـ: "بالسلف".
(٢) سيأتي مسندًا ص ٤٢٥، ٤٢٦.
(٣) في هـ: "لنا".
(٤) أخرجه الطيالسي (٢١٦)، وأحمد ٣/ ١٠٠، (١٥١٤)، والبخاري (٥٠٧٣)، ومسلم (١٤٠٢)، والترمذي (١٠٨٣)، وابن ماجه (١٨٤٨) وغيرهم.
(٥) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٧٧١ - تفسير)، وأبو داود في المراسيل (٢٠٩)، وابن جرير في تفسيره ٨/ ٦٠٧، وأبو نعيم في طبقات المحدثين بأصبهان ٣/ ٢١٤ عن أبي مالك في قصة عثمان بن مظعون في نزول قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٨٧]، وأخرجه ابن جرير في تفسيره ٨/ ٦٠٧ عن عكرمة في قصة عثمان بن مظعون في سبب نزول نفس الآية التي ذكرناها هنا، وكذا أخرج عبد الرزاق في تفسيره ١/ ١٩٢، وابن جرير في تفسيره ٨/ ٦٠٨ عن قتادة بذكر علي وعثمان بن مظعون في سبب نزول نفس الآية التي ذكرناها هنا.
وكذا ذكر المصنف عن قتادة ومجاهد وعكرمة في التمهيد ١١/ ٥٩٥، ٥٩٦ في سبب نزول الآية التي ذكرناها هنا. الدر المنثور ٥/ ٤٢٤ وما بعدها.