للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الرَّاعِي لا تُهمِلُ الضَّالَّةَ، ولا تَدَعُ الكَسِير بدارٍ مَضِيعةٍ، فقد ضَرَعَ الصَّغيرُ، ورَقَّ الكبيرُ، وارتَفَعَتِ الشَّكْوى، وأنت تعلمُ السِّرَّ وأخفَى، اللَّهمَّ فَأَغِثهم بغياثِكَ مِن قبل أن يَقْنَطُوا فيُهْلِكوا؛ فإنَّه لا ييأسُ مِن رَوْحِك إلا القومُ الكافِرون، فنَشَأَتْ طَرَيرةٌ (١) مِن سَحَابٍ، فقال الناسُ: تَرَوْن؟ تَرَوْن؟ ثم تَلَاءَمَتْ واسْتَتَمَّتْ ومَشَتْ (٢) فيها ريحٌ، ثم هَرَّتْ (٣) ودَرَّتْ، فوالله ما بَرِحوا حتى [اعْتَلقوا الحذاء] (٤)، وقَلَّصُوا المآزِرَ، وطَفِق الناسُ بالعَبَّاس يمسَحون أركانه، ويقولون: هَنِيئًا لك ساقِيَ الحرمَيْنِ (٥).

قال ابن شِهَابٍ: كان أصحابُ رسول الله يعرفون للعَبَّاسِ فضلَه، ويُقَدِّمونه ويُشاوِرونه ويأخُذون برأيه، واستَسْقَى به عمرُ فسُقِيَ (٦).

وقال الحسنُ بنُ عثمانَ: كان العبَّاسُ جميلًا أبيضَ بَضًّا (٧) ذا


(١) في هـ: "طربرة"، وفي م: "طويرة"، الطُّريرة: تصغير الطرة، وهي قطعة من السحاب تبدو من الأفق مستطيلة. النهاية ٣/ ١١٨.
(٢) في الأصل: "هزت".
(٣) في ر: "مرت"، وفي م: "هزت"، وهرت، أي: صوَّتت، والهرير: الصوت. تاج العروس ١٤/ ٤٢٩ (هـ ر ر).
(٤) في م: "اعتلوا الجدار".
(٥) غريب الحديث لابن قتيبة ٢/ ١٨٣، والمجالسة للدينوري (٧٢٧) وتاريخ دمشق ٢٦/ ٣٥٨، ٣٦٣.
(٦) الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة ٢/ ١٣.
(٧) البضاضة: رقة اللون وصفاؤه الذي يؤثر فيه أدني شيء. النهاية ١/ ١٣٢.