للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صُبَابَةٌ كصُبَابَةِ الإناءِ (١)، وأنتُم مُنْتَقِلُون عنها إلى دارٍ لا زَوَالَ لها، فانتَقِلُوا بخيرِ ما يَحْضُرُكُمْ (٢)، فإنَّه ذُكِر لنا أنَّ الحَجَرَ يُلْقَى مِن شَفِيرِ جَهَنَّمَ، فَيَهْوِي (٣) سبعينَ عامًا لا يُدْرِكُ لها قَعْرًا، واللَّهِ لَتُمْلأَنَّ، أفعَجِبْتُم؟! ولقد ذُكِر لنا أنَّ ما بينَ مِصْرَاعَيْنِ مِن مَصاريعِ الجِنَّةِ مَسِيرةُ أربعينَ عامًا، ولَيَأْتِيَنَّ عليها (٤) يومٌ ولِلْبَابِ كَظِيظٌ مِن الزِّحامِ، ولقد رأيتُني وأنا سابعُ سبعةٍ مع رسولِ اللهِ ، ما لنا طعامٌ إلا وَرَقُ الشَّجَرِ، حتَّى تَقَرَّحَتْ أشداقُنا، فالتَقَطتُ بُرْدَةً فَاشْتَقَقْتُها بيني وبينَ سعدِ بن مالكٍ، فاتَّزَرَ ببعضِها واتَّزَرتُ ببعضِها، فما أصبحَ اليومَ مِنَّا واحدٌ إلا وهو أميرٌ على مِصرٍ مِن الأمصارِ.

وإنِّي أعوذُ باللَّهِ أنْ أكونَ في نَفْسِي عظيمًا، وعندَ الناسِ (٥) صغيرًا؛ وإنَّها لم تكن نُبُوَّةٌ إلا تَنَاسَخَتْ، حتَّى تكونَ عاقِبتُها مُلْكًا، وسَتَبْلُونَ الأمراءَ - أو قال: سَتُجَرِّبون (٦) - الأمراءَ بَعْدِي (٧).


(١) الصبابة: البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء. النهاية ٣/ ٥.
(٢) في م: "بحضرتكم".
(٣) بعده في ر، غ: "فيها".
(٤) في الأصل: "عليهما".
(٥) في حاشية م: "عند الله".
(٦) في غ: "ستجبرون".
(٧) ابن المبارك في الزهد (٥٣٤) ومن طريقه النسائي في الكبرى (١١٧٩٠)، وأخرجه الطيالسي (١٣٧٢) ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٥٣٥٧)، وأحمد ٢٩/ ١١٤ (١٧٥٧٥)، ومسلم (٢٩٦٧)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣٠٠)، وابن حبان =