للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصحابة، واستوعب أسماءهم، بل هو يُصرِّح في طالعة كتابه، قائلًا: "على أنِّي لا أدَّعي الإحاطة، بل أعترف بالتقصير الذي هو الأغلب على الناس" (١)، لذلك عهد إلى تلميذه أبي علي الحسين الغسَّاني الجيَّاني (ت ٤٧٨ هـ) وأوصاه بأن يلحق بكتابه ما فاته من أسماء الصحابة الكرام، قائلًا له: "أمانة الله في عنقك متى عثرت على اسم من الصحابة لم أذكره، إلَّا ألحقته في كتابي الذي في الصحابة" (٢).

لقد لقي كتاب "الاستيعاب" من عناية العلماء واهتمامهم ما لم ينله كتاب آخر، فأفرغ كثير من العلماء جهودهم في تهذيبه؛ واختصاره؛ وتذييله؛ واستدراكه، وما تزال بعض الخزائن العلمية تحتفظ بآثارهم، كما حفلت كتب كثيرة بذكر أخبار من أوْلوْا عنايتهم لهذا الكتاب، ومن أولئك الأعلام:

١ - أبو علي الحسين الغسَّاني الجيَّاني (ت ٤٧٨ هـ) - تلميذ ابن عبد البر - ألّف ذيلًا حافلًا على كتاب "الاستيعاب"، وقد ألحق النساخ بعض مواده في متن الكتاب، أفاد منه ابن الأثير (ت ٦٣٠ هـ) في "أسد الغابة"، وابن حجر (ت ٨٥٢ هـ) في "الإصابة" وغيرهما.

٢ - أبو الوليد الوَقّشي الطُّليطلي (ت ٤٨٩ هـ) وضع حاشية على "الاستيعاب"، أفاد منها ابن حجر في كتابه "الإصابة" (٩/ ٢١٤، ٢٣٨).

٣ - محمد بن خلف بن فَتْحُون الأندلسي (ت ٥١٩ هـ) ألَّف كتابًا


(١) الاستيعاب ١/ ٣٩.
(٢) الروض الأنف للسهيلي ٣/ ٤٧١.

<<  <  ج:
ص:  >  >>