للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهو ثقيفٌ، وأُمُّه سُبَيَعةُ بنتُ عبدِ شمسٍ.

أسلَم بعدَ (١) فتحِ الطَّائِف ولم يُهاجِرْ، وكان أحدَ وُجُوهِ ثَقِيفٍ ومُقَدَّمِيهم (٢)، هو ممن وفَد على كسرَى (٣)، وخبرُه معه عَجِيبٌ، قال له كسرى ذاتَ يومٍ: أيُّ وَلَدِك أَحَبُّ إليك؟ قال: الصَّغيرُ حتَّى يَكْبَرَ، والمريضُ حتَّى يَبْرَأَ، والغائبُ حتَّى يَئُوبَ، فقال له (٤) كسرى: زِهْ (٥)، مَالَك ولهذا الكلامِ، وهذا كلامُ الحكماءِ، وأنتَ مِن قومٍ جُفَاةٍ لا حكمةَ فيهم، فما غِذاؤُك؟ قال: خبزُ البُرِّ، قال: هذا العقلُ مِن البُرِّ لا مِن اللَّبنِ والتَّمرِ (٦).

وكان شاعرًا مُحْسِنًا، تُوفِّي غَيْلانُ بنُ سَلَمةَ في آخرِ خلافةِ عمرَ (٧).


(١) بعده في هـ: "الفتح".
(٢) بعده في م: "و".
(٣) في حاشية هـ: "في شرح منازل السائرين للإمام ابن القيم: أن غيلان بن سلمة طلق نساءه وقسم ماله بين بنيه، فقال له عمر بن الخطاب: إني لأظن الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك، فقذفه في نفسك:
فمن يأمن القراء بعدك يا شهر
ومثله في فتح الباري في تفسير سورة ﴿قد أوحي إلي﴾ "، مدارج السالكين ١/ ٧١، وفتح الباري ٨/ ٦٧٣.
(٤) زيادة من: الأصل.
(٥) زِهْ، بالكسر والسكون: كلمة تقال عند العَجَب والاستحسان بالشيء، تاج العروس ٣٦/ ٣٩١ (زهزه)، والمعجم الذهبي ص ٣١٨.
(٦) الأغاني ١٣/ ٢٠٦، ٢٠٧.
(٧) في حاشية هـ: "غيلان مولى النبيّ ، ذكره العراقي في سيرته المنظومة، والقطب الحلبي في شرح سيرة المقدسي من موالي النبي ، وقال ابن حجر: ذكره ابن السكن، وحديثه عند أهل الكوفة"، ألفية السيرة النبوية ص ١٣٨، والإصابة ٨/ ٤٩٩، وترجمته =