للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال له: أمَا إِنِّي لم أَحْبُكَ (١) بها، ولكنِّي اسْتَتَرتُ (٢) بك من النارِ فاسْتَتِرْ (٣)، ثم أمَّره معاويةُ على الجيشِ، فغَزا الرومَ في البحرِ، وشَتَا (٤) بأرضِهم.

روَى ابنُ وهبٍ، عن عمرِو بنِ الحارِث، أنَّ أبا عليٍّ ثُمَامَةَ (٥) بنَ شُفَيٍّ الهَمْدانيَّ حَدَّثه قال: كُنَّا مع فَضالةَ بنِ عُبَيدٍ بأرضِ الرومِ فتُوُفِّيَ صاحبٌ لنا، فأمَرَنا فَضالةُ بنُ عُبَيدٍ بِقَبْرِه فسُوِّيَ، ثمَّ قال: سمِعتُ رسولَ اللهِ يَأْمُرُ بِتَسْوِيتِها (٦).

وتُوفِّيَ فَضالةُ بنُ عُبَيدٍ في خِلافةِ مُعاويةَ، فحمَل معاويةُ سريرَه، وقال لابنِه عبدِ اللهِ: أَعِنِّي يا بُنَيَّ؛ فإِنَّكَ لا تَحمِلُ بعدَه مثلَه (٧).

وكانَتْ وفاتُه سنةَ ثلاثٍ وخمسينَ، و (٨) قيل: إِنَّه تُوُفِّيَ في آخرِ خلافةِ معاويةَ، وقيل: إنَّه ماتَ سنةَ تسعٍ وسِتِّينَ، والأَوَّلُ أَصَحُّ إن شاء اللهُ.


(١) في ر: "أحابك".
(٢) في غ: "استترب".
(٣) في م: "فاستر".
(٤) في م: "سبى".
(٥) في م: "تمام"، المؤتلف والمختلف للدارقطني ٣/ ١٣٦٣.
(٦) أخرجه مسلم (٩٦٨ - ٩٢)، وأبو داود (٣٢١٩)، والنسائي (٢٠٢٩)، والطحاوي في شرح المشكل (٢٣٦٧)، والطبراني في المعجم الكبير ١٨/ ٣١٤ (٨١١) من طريق ابن وهب به.
(٧) بعده في م: "أبدًا"، تاريخ دمشق ٤٨/ ٢٩٥، ٣٠٦.
(٨) في م: "وقد".