للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولمَّا أجمَع الحسنُ على مُبايَعةِ معاويةَ خرَج عن عسكرِه وغضِب [على الحسنِ] (١)، وبدَر منه فيه قولٌ خَشِنٌ أَخرجه الغضبُ، فَاجتَمَعَ إليه قومُه، فأخَذ لهم الحسنُ الأمانَ على حكمِهم، والتَزَم لهم معاويةُ الوفاءَ بما اشتَرَطوه، ثمَّ لزِم قيسٌ المدينةَ، وأقبَل على العبادةِ حتَّى ماتَ بها سنةَ سِتِّينَ، وقيل: سنةَ تسعٍ وخمسينَ في آخرِ خلافةِ معاويةَ، وكان رجلًا طُوَالًا سِنَاطًا (٢).

روَى ابن وهبٍ، عن عمرِو بن الحارثِ، قال: حدَّثني بكرُ بنُ سَوَادةَ، عن أبي حمزةَ، عن جابرٍ، [قال: خرَجْنا] (٣) في بعثٍ كان عليهم قيسُ بنُ سعدٍ، فَنَحَر لهم تِسْعَ ركائبَ، فلمَّا قدِموا على رسولِ اللَّهِ ذكَروا له ذلك مِن فعلِ قيسِ بن سعدٍ، فقال رسولُ اللَّهِ : "إنَّ الجُودَ مِن شِيمةِ أهلِ ذلك البيتِ" (٤).

وهو القائلُ: اللَّهُمَّ ارزُقْني حَمْدًا ومَجْدًا؛ فإنَّه لا حمدَ إلا بفعالٍ، ولا مجدَ إِلَّا بمالٍ (٥).


(١) سقط من: ر، م.
(٢) السناط: الكوسج الذي لا لحية له أصلًا، الصحاح ٣/ ١١٣٥ (س ن ط).
(٣) سقط من: ر.
(٤) أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (١٠٩١) - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٩/ ٤١١ - من طريق عمرو بن الحارث به.
(٥) الغيلانيات (١٠٨٥)، ومكارم الأخلاق للطبراني (١٧٦)، وشعب الإيمان (١٢٠٠)، وتاريخ دمشق ٢٠/ ٢٦٣.