للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الفارسي، حدثنا ابن دريد، حدثنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة، عن شيخ من بني سليم، قال: حدثني حكيم بن عبد الله بن وهب بن عبد الله بن عباس بن مرداس السلمي، قال: كان قيس بن نُشبة يتأله في الجاهلية وينظر في الكتب، فلما سمع بالنبي قدم في وفد بني سليم عليه، فقال: أنت رسول الله؟ قال: نعم، قال: فانتسِبْ، فانتسب له، فقال قيس: أنت شريف قومك وفي بيت النبوة، فما تدعو إليه؟ قال: فعرض النبي الإسلام عليه وعرفه ما يأمره به وينهى عنه، فقال: ما أمرت إلا بحسن، وما نهيت إلا عن قبيح، فأخبرني عن كحل ما هي؟ فقال النبي : السماء، قال: فأخبرني عن مُحَل ما هي؟ قال: هي الأرض، قال: فلمن هما؟ قال النبي : لله، قال: ففي أيهما هو؟ قال النبي : فيهما، ولله الأمر من قبل ومن بعد، فقال: أنت صادق، وأشهد أنك رسول الله، فكان النبي يسميه: خير بني سليم، وكان إذا افتقده، قال: يا بني سليم، أين خيركم؟ فقال قيس:
بايعت دين محمد ورضيته … كل الرضا لأمانتي ولديني
ذاك امرؤ نازعته قول العدا … وعقدت فيه يمينه بيميني
قد كنت آمله وأنظر دهره … والله قدر أنه يهديني
أعني ابن آمنة الأمين ومن به … أرجو السلامة من عذاب الهون
قال صاعد: لم يعرف أهل اللغة في أسماء السماء كحل إلا من هذا الحديث، وقال ابن سيده: وكحل: السنة الشديدة تصرف ولا تصرف، على ما يجب في هذا الضرب من المؤنث العلم، وحكى أبو عبيدة وأبو حنيفة فيها: الكحل، بالألف واللام، وقال الفارسي: وتأله قيس بن نشبة في الجاهلية، وكان منجمًا متفلسفا يخبر بمبعث النبي ، فلما بُعث أتاه قيس، فقال: يا محمد ما كحلة؟ فقال: السماء، فقال: ما محلة؟ فقال: الأرض، فقال: أشهد أنك لرسول الله، فإنا قد وجدنا في بعض الكتب أنه لا يعرف هذا إلا نبي، وقد ذكرت هذا الخبر وهذا الشعر في كتابي المسمى: منح المدح عن غير صاعد". منح المدح ص ٢٤٥، ٢٤٦، والمحكم ٣/ ٣٠، ٣١، والمخصص ٢/ ٣٦٤، والمنمق لابن حبيب ص ١٤٤، وترجمته في: أسد الغابة ٤/ ١٤٨، والتجريد ٢/ ٢٥، والإصابة ٩/ ١٥٣. وفي حاشية الأصل بخط ابن سيد الناس كما نص سبط ابن العجمي: "قيس بن سلمة بن شراحيل بن الشيطان بن الحارث بن الأصهب - واسمه عوف - بن كعب بن الحارث بن سعد بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي، قال ابن سعد: أخبرنا هشام بن محمد بن =