للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَجِيبا إلى داعِي الهُدَي وتَمَنَّيا … على اللهِ في الفردوس مُنْيَةَ عارِفِ

فإِنَّ ثوابَ اللهِ للطَّالبِ الهُدَى … جنَانٌ مِن الفردوسِ ذاتُ رَفَارِفِ

قال: فقالوا: هذانِ (١) واللهِ سعدُ بنُ معاذٍ وسعدُ بنُ عُبادةَ (٢).

قال أبو عمرَ: وإليهما أرسَل رسولُ اللَّهِ يومَ الخندقِ يُشاوِرُهما فيما أراد أن يُعطِيَه (٣) عُيَيْنَةَ بن حصنٍ مِن ثمرِ (٤) المدينةِ، وذلك أنَّه أرادَ أن يُعطِيَه يومَئِذٍ ثُلُثَ ثمرِ (٥) المدينة ليَنصرِفَ بمَن معه مِن غَطَفان، ويَخذُلَ الأحزابَ، فأبَى عُيَينةُ إلا أن يأخُذَ نصفَ الثمرِ (٦)، فأرسَل رسولُ اللهِ إلى سعدِ بن معاذٍ وسعدِ بن عُبادةَ دونَ سائرِ الأنصارِ؛ لأنَّهما كانا سَيِّدَيْ، قومِهما كان سعدُ بنُ معادٍ سَيِّد الأوسِ، وسعدُ بنُ عُبادةَ سَيِّدَ الخزرجِ، فشاوَرهما في ذلك، فقالا يا رسول اللَّهِ، اللَّهِ، إن كنتَ أُمِرتَ بشيءٍ فافعَلْه وامْضِ له، وإن كان غيرَ ذلك، فواللهِ لا نُعْطِيهم إلَّا السيفَ فقال رسولُ اللَّهِ : "لم أُومَرْ بشيءٍ، ولو أُمِرتُ بشيءٍ ما شاوَرتُكما، وإنَّما هو رأيٌ أَعرِضُه عليكما"، فقالا:


(١) في الأصل: "هذا".
(٢) الهواتف لابن أبي الدنيا (٧٥)، وهواتف الجان للخرائطي ص ٣٥، ٣٦، والمجالسة للدينوري (١٢٦٦)، والمستدرك للحاكم ٣/ ٢٥٣، ودلائل النبوة للبيهقي ٢/ ٤٢٨، ٤٢٩، وتاريخ دمشق لابن عساكر ٢٠/ ٢٤٥.
(٣) بعده في م: "يومئذ".
(٤) في هـ: "تمر".
(٥) في هـ: "تمر"، وفي م: "أثمار".
(٦) في هـ، غ: "التمر".