للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان سلمانُ يَطلُبُ دينَ اللهِ تعالى، ويتبعُ مَن يَرْجُو ذلك عندَه، فَدَانَ بالنَّصرانيَّةِ وغيرِها، وقرَأ الكُتُبَ، وصبَر في ذلك على مَشَقَّاتٍ نالَتْه، وذلك كلُّه مذكورٌ في خبرِ إسلامِه (١).

وذكر سليمانُ التّيمِيُّ (٢)، عن أبي عثمانَ النَّهْديِّ، عن سلمانَ الفارسيِّ أنَّه تَداوَلَه في ذلك (٣) بضعةَ عشرَ ربًّا، مِن ربٍّ إلى ربٍّ، حتى أفضَى إلى رسولِ اللهِ ومَنَّ اللهُ عليه بالإسلامِ (٤).

وقد رُوِي مِن وُجُوهٍ أَنَّ رسولَ اللهِ اشْتَراه على العتقِ.

روَى زيدُ (٥) بنُ الحُبَابِ، قال: حدَّثني حسينُ بنُ واقدٍ، عن عبدِ الله بنِ بُرَيدةَ (٦)، عن أبيه، أنَّ سلمانَ (٧) أتَى (٨) رسولَ اللهِ بصدقةٍ، فقال: هذه صدقةٌ عليك وعلى أصحابِك، فقال: "يا سلمانُ، إِنَّا (٩) لا تَحِلُّ لنا الصَّدقةُ"، فرفَعها ثمَّ جاءه مِن الغدِ بمثلِها،


(١) التمهيد ٢/ ٢٩٩ - ٣٠١.
(٢) في غ: "التميمي".
(٣) في م: "ذاك".
(٤) أخرجه عبد الرزاق (١٥٧٦٧)، والبخاري (٣٩٤٦)، وأبو نعيم في الحلية ١/ ١٩٥، والبيهقي في دلائل النبوة ٢/ ١٠٠، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٢١/ ٤٠٤ من طريق سليمان التيمي به.
(٥) في م: "يزيد".
(٦) في غ: "بريد".
(٧) بعده في م: "الفارس".
(٨) بعده في م: "إلى".
(٩) بعده في م: "أهل البيت".