للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقد ثبَت نَسَبُه في خُزاعةَ لا يختلِفون فيه، يُكنَى أبا مُطَرِّفٍ، كان خَيِّرًا فاضِلًا، له دينٌ وعبادةٌ، كان اسمُه في الجاهليةِ يسارًا (١)، فَسَمَّاه رسولُ اللهِ سليمانَ، سكَن الكوفةَ، وابتنَى بها دارًا في خُزاعةَ، وكان نُزُولُه بها في أَوَّلِ ما نزَلها المسلمون، وكانت (٢) له سِنٌّ عاليةٌ، وشَرَفٌ (٣) في قومِه، وشهِد صِفِّينَ مع عليٍّ، وهو الذي قتَل حَوْشَبًا ذا ظُلَيمٍ الأَلْهانيَّ بصِفِّينَ مُبارَزةً، ثم اختلَط الناسُ يومَئذٍ.

وكان فيمَن كتَب إلى الحسينِ بنِ عليٍّ يسألُه القُدُومَ إلى الكوفةِ، فلما قَدِمَها ترَك القتالَ معه، فلمَّا قُتِل الحسينُ ندِم (٤) هو والمُسَيَّبُ بنُ نَجَبَةَ الفَزارِيُّ وجميعُ مَن خذَله و (٥) لم يُقاتِلْ (٦) معه، ثم قالوا: ما لنا (٧) توبةٌ مما فعَلْنا إلَّا أن نقتُلَ أنفسَنا في الطَّلبِ بدمِه، فخرَجوا فعسكَروا بالنُّخَيْلةِ، وذلك مُستَهَلَّ ربيعٍ الآخرِ سنةَ خمسٍ وسِتَّين، ووَلَّوا أمرَهم سليمانَ بنَ صُرَدٍ، وسَمَّوْه أميرَ التَّوَّابينَ، ثم ساروا إلى عُبَيدِ اللهِ بنِ زيادٍ، فَلَقُوا مُقَدِّمتَه في أربعةِ آلافٍ عليها شُرَحْبيلُ بنُ ذي


(١) في ز ١: "يسار"، وفي هـ: "سيارًا".
(٢) في هـ، ف، م: "كان".
(٣) بعده في م: "وقدر وكلمة".
(٤) في هـ: "قدم".
(٥) في م: "إذ".
(٦) في م: "يقاتلوا".
(٧) بعده في م: "من".