للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذُبْيانَ بن بغيضِ بن ريثِ بن غَطَفَانَ، حليفٌ للأنصارِ (١)، يُكنَى أبا عبدِ الرحمنِ، وقيل: أبا عبدِ اللهِ، وقيل: أبا سليمانَ، وقيل: يُكنَى أبا سعيدٍ، سكَن البصرةَ، وكان زيادٌ يَسْتَخلِفُه (٢) عليها ستةَ أشهرٍ، وعلى الكوفةِ ستةَ أشهرٍ (٣)، فلمَّا مات زيادٌ استخلَفه على البصرةِ، فأقرَّه (٤) معاويةُ عليها عامًا أو نحوَه، ثم عزَله، وكان شديدًا على الحَرُورِيَّةِ، كان إذا أُتي بواحدٍ منهم (٥) قتَله ولم يُقِلْه، ويقولُ: شَرُّ قَتْلَى تحتَ أديمِ السماءِ، يُكَفِّرون المسلمينَ، ويَسْفِكون الدِّماءَ، فالحَرُورِيَّةُ ومَن قارَبهم في مذهبِهم يَطْعُنون عليه ويَنالون منه.

وكان ابن سيرينَ والحسنُ وفضلاءُ أهلِ البصرةِ يُثُنون عليه ويَحْمِلُونَ (٦) عنه، وقال ابن سيرينَ: في رسالةِ سَمُرةَ إِلى بَنِيه علمٌ كثيرُ (٧).

وقال الحسنُ: تذاكَر سَمُرَةُ وعِمرانُ بنُ حصينٍ، فذكر سَمُرةُ أنه حفظ عن رسولِ اللهِ سَكْتَتَيْنِ؛ سكتةً إِذا كَبَّر، وسكتةً إذا فرغ مِن قراءةِ ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة: ٧]، فأنكرَ ذلك عليه عِمرانُ بنُ


(١) تاريخ ابن أبي خيثمة ١/ ٢٦٨، ٢٦٩.
(٢) في هـ: "استخلفه".
(٣) سقط من: غ.
(٤) في هـ: "وأمَّره".
(٥) بعده في م: "إليه".
(٦) في م: "يجيبون"، وفي حاشيتها: "يختلفون".
(٧) في ز ١: "كبير"، أسد الغابة ٢/ ٣٠٢، والجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة ١/ ٣٥٦، وتهذيب الكمال ١٢/ ١٣٢.