للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال أبو عمرَ: كان شُرَحْبيلُ بنُ السِّمْطِ على حمص، فلمَّا قدم جريرٌ على معاويةَ رسولًا مِن عندِ عليٍّ حبَسه أشهِرًا يَتَحَيَّرُ ويَتَرَدَّدُ في أمره، فقيل لمعاوية: إن جريرًا (١) قد رَدَّ بصائرَ أهلِ الشام في أنَّ عَلِيًّا (٢) قتَل عثمانَ، ولا بُدَّ لك من رجلٍ يُناقِضُه في ذلك ممن له صحبةٌ ومنزلةٌ، ولا نعلَمُه إلا شُرَحبيل بن السِّمْطِ، فإنَّه عدوٌّ لجريرٍ، فاسْتَقْدَمَه معاويةُ، فقدم عليه، فَهَيَّأَ له رجالًا يَشْهَدون عندَه أَنَّ عليا قتل عثمانَ، منهم بُسْرُ بنُ أرطاةً، ويزيدُ بنُ أسدٍ جدُّ خالد بن [عبدِ اللهِ] (٣) القَسريِّ، وأبو الأعور السُّلَميُّ، وحابسُ بنُ سعدٍ الطائيُّ، ومخارقُ بنُ الحارثِ الزُّبيديُّ، وحمزةُ بنُ مالكٍ الهَمْدانيُّ، قد وَاطَأَهم معاويةُ على ذلك، فشهدوا عنده أن عليًّا قتل عثمانَ، فَلَقِيَ جريرًا فَناظرَه فأبى أن يَرجعَ، وقال: قد صَحَّ عندِي أَنَّ عليًا (٢) قتَل عثمانَ، ثم خرَج في (٤) مدائنِ الشامِ يُخبِرُ بذلك، ويندبُ إلى الطَّلَبِ بدمِ عثمانَ، وله قصصٌ طويلةٌ، وفيها: أشعارٌ كثيرةٌ ليس كتابُنا (٥) موضوعًا لها، هو (٦) معدودٌ في طبقة بُسْرِ بن أَرْطَاةَ وأبي الأعور


(١) في ف: "جبيرا".
(٢) بعده في م: "قد".
(٣) سقط من: غ، هـ، ف.
(٤) في ف، م: "إلى".
(٥) بعده في ف، م: "هذا".
(٦) في هـ، ف، م: "وهو".