للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال الواقديُّ: حدَّثنا عبدُ الملكِ بنُ وهبٍ، عن جعفرِ بنِ يَعِيشَ، عن الزُّهريِّ، عن عُبَيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عتبةَ، قال: حدَّثني مَن حضَر هشامَ بنَ العاصِي ضرَب رجلًا مِن غَسَّانَ فَأَبْدَى سَحْرَه (١)، فَكَرَّتْ غَسَّانُ على هشامٍ، فضرَبوه بأسيافِهم حتَّى قتَلوه، فلقد وَطِئتْه الخيلُ حتَّى كَرَّ عليه عمرٌو، فجمَع لحمَه فدفَنه (٢).

قال: وحدَّثني ثورُ بنُ يزيدَ، عن خالدِ بنِ مَعْدانَ، قال: لمَّا انْهَزَمَتِ الرُّومُ يومَ أجنادَينِ، انتَهَوْا إلى موضعٍ لَا يَعْبُرُه إِلَّا إنسانٌ إنسانٌ، فجَعَلَتِ الرُّومُ تُقاتِلُ عليه، وقد تَقَدَّموه وعَبَروه، فتقدَّم هشامُ بنُ العاصِي يُقاتِلُهم حتَّى قُتِل، ووقَع على تلك الثُّلْمَةِ فَسَدَّها، فلمَّا انتهَى المسلمون إليها هابُوا أن يُوطِئوه الخيلَ، فقال عمرُو بنُ العاصِي: أَيُّها الناسُ، إِنَّ اللَّهَ قد استَشْهَدَه ورفَع رُوحَه، وإِنَّما هي جُثَّةٌ، فَأَوْطِئُوه الخيلَ، ثم أَوطَأه هو، ثم تبعه الناسُ حَتَّى قَطَّعوه، فلمَّا انتهتِ الهزيمةُ ورجَع المسلمون إلى العسكرِ كَرَّ إليه عمرٌو، فجعَل يجمَعُ لحمَه وأعضاءَه وعظامَه، ثم حمَله في نِطْعٍ فَوَارَاه (٢).

ورُوِي عن النبيِّ أنه قال: "ابنا العاصِي مُؤْمِنانِ: عمرٌو، وهشامٌ"، رواه محمدُ بنُ عمرٍو، عن أبي سَلَمةَ، عن أبي هريرةَ، عن


(١) السَّحْر: ما التزق بالحلقوم والمريء من أعلى البطن وقيل: هو كل ما تعلق بالحلقوم من قلب وكبد ورئة، تاج العروس ١١/ ٥١٠ (س ح ر).
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٤/ ١٩٤ عن الواقدي به.