للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الزُّهريُّ، وقال الهيثمُ بنُ عَدِيٍّ مثلَه (١).

قال أبو عمرَ: أسلَم هاشمُ بنُ عتبةَ يومَ الفتحِ، ويُعرَفُ بالمِرْقالِ، وكان من الفُضلاءِ الخِيارِ، وكان مِن الأبطالِ البُهَم (٢)، فُقِئتْ عينُه يومَ اليرموك، ثم أرسَله عمرُ مِن اليرموكِ مع خيلِ العراقِ إلى سعدٍ، كتَب إليه بذلك، فشهِد القادسيةَ، وأبلَى فيها بلاءً حَسَنًا، وقام منه في ذلك ما لم يَقُمْ مِن أحدٍ، وكان سببَ الفتحِ على المسلمين، وكان بُهمَةً مِن البُهَمِ فاضِلًا خَيْرًا، وهو الذي افتتَح جَلُولاءَ؛ عقَد له سعدٌ لواءً، ووَجَّهَه، وفتَح الله عليه جَلُولاءَ (٣)، وكانَتْ جَلُولاءُ تُسَمَّى فتحَ الفتوحِ، وبَلَغَتْ غنائمُها ثمانيةَ عَشَرَ ألفَ ألفٍ، وكانَتْ جَلولاءُ سنةَ سبعَ عَشْرةَ، وقال قتادةُ: سنةَ تسعَ عشرةَ (٤).

وهاشمُ بنُ عتبةَ هو الذي امتُحِن مع سعيد بن العاصي زمنَ عثمان؛ إذ شهِد في رؤيةِ الهلالِ وأفطرَ وحدَه، فَأَقَصَّه عثمانُ مِن سعيدٍ على يدِ سعدِ بن أبي وَقَّاصٍ في خبرٍ فيه طولٌ (٥).

ثم شهِد هاشمٌ مع عليٍّ الجَمَلَ، وشهِد صِفِّينَ، وأبلَى فيها بلاءً


(١) الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة ٢/ ٣٤٥.
(٢) البُهْمة: الشجاع الذي لا يُدْرَى من أين يؤتى لشدة بأسه تاج العروس ٣١/ ٣٠٩ (ب هـ م).
(٣) بعده في سائر النسخ سوى الأصل: "ولم يشهدها سعد، وقد قيل: إن سعدا شهدها".
(٤) تاريخ خليفة ١/ ١٢٨.
(٥) طبقات ابن سعد ٧/ ٣٦، ومصنف ابن أبي شيبة (٩٥٦٣)، وتهذيب الآثار لابن جرير (١١٣٧).