للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أمِّ كلثومٍ (١)، ومَن كان غلامًا مُخَلَّقًا يومَ الفتحِ ليس يجيءُ منه مثلُ هذا، وذلك واضحٌ والحمدُ للهِ.

ولا خلافَ بينَ أهلِ العلمِ بتأويلِ القرآنِ فيما علِمتُ أنَّ قولَه ﷿: ﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ﴾ [الحجرات: ٦] نزلت في الوليدِ بن عقبةَ، وذلك أنَّه بعَثه رسولُ الله إلى بنى المُصْطَلِقِ مُصَدِّقًا، فأخبَر عنهم أنهمُ ارْتَدُّوا وأَبَوْا مِن أداءِ الصَّدقةِ، وذلك أنَّهم خرَجوا إليه فَهَابَهم، ولم يعرِفْ ما عندَهم، فانصرَف عنهم وأخبَر بما ذكَرنا، فبعَث إليهم رسولُ اللهِ خالدِ بن الوليدِ، وأمره أن يَتَثَّبتَ فيهم، [فأخبَروه أنَّهم مُتَمَسِّكون] (٢) بالإسلامِ، ونَزَلَتْ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ﴾ الآية (٣).

ورُوِي عن مجاهدٍ وقتادةَ مثلُ ما ذكَرْنا (٤).

حدَّثنا خلفُ بنُ قاسمٍ، حدَّثنا ابن المُفَسِّرِ بمصرَ، حدَّثنا أحمدُ بن عليٍّ، حدَّثنا يحيى بنُ معينٍ (٥)، حدَّثنا إسحاقُ الأزرقُ، عن سفيانَ، عن هلالٍ الوَزَّانِ، عن ابن أبي ليلى في قولِه تعالى: ﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ﴾، قال نَزَلَتْ في الوليدِ بن عقبةَ بن أبي مُعَيطٍ (٦)،


(١) سيأتي في ٨/ ٣٣٦، ٣٣٧.
(٢) في غ، ر: "فأخبر أنهم مستمسكون".
(٣) أخرجه أحمد ٣٠/ ٤٠٣ (١٨٤٥٩) من حديث الحارث بن ضرار.
(٤) تفسير مجاهد ص ٦١٠، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٣١، وابن جرير في تفسيره ٢١/ ٣٥١، ٣٥٢ عن قتادة.
(٥) بعده في ي ٣، ز ١، م: "قال".
(٦) الجزء الثاني من حديث يحيى بن معين رواية أبي بكر المروزي (١٢٨)، وأخرجه ابن جرير =