للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وله أخبارٌ فيها نكارةٌ وشَناعةٌ تقطَعُ على سوءِ حالِه وقُبْحِ أفعالِه، غفَر اللهُ لنا وله، فلقد كان من رجالِ قريشٍ ظُرْفًا وحِلمًا وشجاعةً وأدَبًا، وكان مِن الشُّعراءِ المَطْبُوعين، وكان الأصْمَعيُّ، وأبو عُبَيدةَ، وابنُ الكلبيِّ وغيرُهم يقولون: كان الوليدُ بنُ عقبةَ فاسِقًا شِرِّيبَ خمرٍ، وكان شاعرًا كريمًا (١).

[قال أبو عمرَ] (٢): أخبارُه في شربِه (٣) الخمرَ ومُنادَمتِه أبا زُبَيدٍ الطَّائيَّ كثيرةٌ مشهورةٌ، يَسْمُجُ (٤) ذكرُها هنا، ونذكُرُ منها طَرَفًا؛ ذكَر عمرُ بنُ شَبَّةَ، قال: حدَّثنا هارونُ بنُ معروفٍ، قال: حَدَّثنا ضَمْرةُ بنُ ربيعةَ، عن ابن شوذبٍ، قال: صَلَّى الوليدُ بنُ عقبةَ بأهلِ الكوفةِ صلاةَ الصُّبْحِ أربعَ ركعاتٍ، ثم التفَتَ إليهم، فقال: أَزِيدُكم؟ فقال عبدُ اللَّهِ بن مسعودٍ: ما زِلْنا معك في زيادةٍ منذُ اليومِ (٥).

قال (٦): حدَّثنا محمدُ بنُ حميدٍ، قال: حدَّثنا جريرٌ، عن الأجلحِ، عن الشَّعبيِّ في حديثِ الوليدِ بن عقبةَ حينَ شهِدوا عليه، فقال الحطيئةُ:


(١) الأغاني ٥/ ١٣٩، وبعده في م: "تجاوز الله عنا وعنه".
(٢) سقط من: غ، ر.
(٣) في م: "شرب".
(٤) في ٣: "سمح بنا"، وفي غ: "يسمع بنا"، وفي ر: "لا يسمع منا".
(٥) أخرجه أبو الفرج في الأغاني ٥/ ١٣٨ من طريق عمر بن شبة به.
(٦) أي: عمر بن شبة تاريخ المدينة ٣/ ٩٧٥، ٩٧٦، وفيه أبيات الحطيئة دون البيت الثالث، ومن طريقه أبو الفرج في الأغاني ٥/ ١٣٨.