للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يَلِينا من قريشٍ كلَّ عامٍ … أميرٌ مُحْدَثٌ أو مُسْتَشارُ

لنا نارٌ نُخَوَّفُها فَتَخْشَى … وليس لهم فلا يَخْشَون نارُ

وقد رُوِي فيما ذكَر الطبريُّ (١)، أنَّه تَعَصَّبَ عليه قومٌ مِن أهلِ الكوفة بَغْيًا وحَسَدًا، وشهِدوا عليه زُورًا أنَّه تَقَيَّأَ الخمرَ، وذكَر القصةَ وفيها أنَّ عثمانَ، قال له: يا أُخَيَّ اصبِرْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْجُرُكَ ويَبُوءُ القومُ بإثمِك، وهذا الخبرُ مِن نقلِ أهلِ الأخبارِ لا يَصِحُّ عندَ أهلِ الحديثِ، ولا له عندَ أهلِ العلمِ أصلٌ، والصحيحُ عندَهم في ذلك ما رواه عبدُ العزيزِ بنُ المختارِ وسعيدُ بنُ أبي عَروبةَ، عن عبدِ اللَّهِ الدَّاناج (٢)، عن حُضَينِ (٣) بن المنذرِ أبي ساسانَ، أنَّه ركِب إلى عثمانَ، فأخبَره بقصةِ الوليدِ، وقدِم على عثمانَ رجلانِ فشهِدا عليه بشُربِ الخمرِ، وأنَّه صَلَّى الغَداةَ بالكوفةِ أربعًا، ثم قال: أَزِيدُكم؟ فقال أحدُهما: رأيتُه يَشْرَبُها، وقال الآخرُ: رأيتُه يَتَقَيَّؤُها، فقال عثمانُ [] (٤): إنَّه (٥) لم يَتَقَيَّأْها حتَّى شَرِبها، فقال لعليٍّ: أقِمْ عليه الحَدَّ، فقال عليٌّ لابنِ أخيه عبدِ اللهِ بن جعفرٍ: أَقِمْ عليه الحَدَّ، فَأَخَذ السَّوطَ فجلَده، وعثمانُ يَعُدُّ (٦)، حتَّى بلَغ أربعينَ، فقال عليٌّ: أمسِكْ؛ جلَد


(١) تاريخ ابن جرير ٤/ ٢٧٦.
(٢) في الأصل: "الدناح".
(٣) دون نقط في ي ٣، وفي غ، ر، م: "حصين".
(٤) ليس في الأصل، غ، ر.
(٥) سقط من: غ، م.
(٦) ليس في الأصل، غ، ر.