للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابن خيثمة، وقيل: مالك بن قيس، أحد بني سالم من الخزرج، شهد أحدًا مع النبي ، وبقي إلى أيام يزيد بن معاوية، ولا أعلم في الصَّحابةِ مَن يُكنى أبا خيثمة غيره، إلا عبد الرحمن بن أبي سَبْرةَ الجُعْفِيَّ، والد خيثمةَ بن عبدِ الرحمنِ صاحبِ ابن مسعودٍ، فَإِنَّه يُكنَى أبا خيثمة بابيه خيثمة، وقد ذكرناه في بابه من هذا الكتاب (١).

ومن خبرِ أبي خيثمة هذا، ما ذكره ابن إسحاق في غزوة تبوك، قال (٢): ثم إنَّ أبا خيثمة بعد أن سارَ رسولُ اللهِ أياما، دخل على أهله، فوجد امرأتين له في عَرِيشَيْن لهما في حائطٍ قد رَشَتْ، كلُّ واحدة منهما عريشها، وبَرَّدَتْ له فيه ماءً، وهَيَّأَتْ طعامًا، فلما نظر أبو خيثمة إلى ذلك، قال: رسول الله في الضِّحِّ (٣) والريحِ والحَرِّ، وأبو خيثمة في ظلٍّ باردٍ وطعام وامرأةٍ حسناء، مُقِيمٌ في ماله (٤)! ما هذا بالنَّصَفِ، والله لا أدخلُ عَرِيش واحدةٍ منكما حتَّى أَلْحَقَ بالنبي فَهَيِّئا لي زادًا، فَفَعَلَتا، ثم قدم ناضحَه فارْتَحَلَه، ثم خرج في طلب رسول الله حتى أدركه حين نزل بتبوك، وقد كان عُمَيرُ بنُ وهبٍ الجُمَحِيُّ أدرَك أبا خيثمة في الطَّريقِ، يَطلُبُ رسول الله ، فَتَرافَقَا حتَّى إذا دَنَوَا مِن تبوك، قال أبو خيثمة لعُمَيرِ بن وهبٍ: إنَّ لي


(١) تقدم في ٤/ ٤٥٤.
(٢) ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام ٢/ ٥٢٠، ٥٢١.
(٣) الضِّحِّ: ضوء الشمس إذا استمكن من الأرض. النهاية ٣/ ٧٥.
(٤) في حاشية م: "أهله".