للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والنَّفْسُ راغبةٌ إذا رَغَّبتَها … وإذا تُرَدُّ إلى قليلٍ تَقْنَعُ (١)

وهذا البيتُ مِن شعرِه المُفَضَّلِ الذي يَرْثِي به (٢) بَنِيه، وكانوا خمسةً أُصِيبوا في عامٍ واحدٍ، وفيه حِكَمٌ وشواهدُ، أَوَّلُه حيثُ يقولُ (٣):

أَمِنَ المَنُونِ ورَيْبِه (٤) تَتَوَجَّعُ … والدَّهْرُ ليس بِمُعْتِبٍ مَن يَجْزَعُ

قالَتْ أُمَامَةُ (٥) ما لجسمِك شَاحِبًا … منذُ ابْتُذِلتَ ومثلُ مالِك يَنْفَعُ

أمْ ما لجَنْبِك لا يُلائِمُ مَضْجَعًا … إلَّا أَقَضَّ عليكَ ذاك المَضْجَعُ

فَأَجَبْتُها [أنْ ما لِجِسْمِيَ] (٦) أنَّه … أَوْدَى (٧) بنيَّ مِن البلادِ فَوَدَّعُوا

أَوْدَى بَنِيَّ فَأَعْقَبُونِي حَسْرةً … بعد الرُّقَادِ وعَبْرَةً ما (٨) تُقْلِعُ

فالعينُ بَعْدَهُمُ كَأَنَّ حِدَاقَها … سُمِلتْ (٩) بِشَوكٍ فهْيَ (١٠) عُورٌ (١١) تَدْمَعُ


(١) الشعر والشعراء ١/ ٦٦، وعيون الأخبار ٢/ ٢٠٨، والمجالسة وجواهر العلم ٢/ ١٤٢، وتاريخ دمشق ١٧/ ٥٧.
(٢) سقط من: غ، وفي م: "فيه".
(٣) ديوان الهذليين ص ١.
(٤) في م، ورواية الديوان: "ريبها"، والمثبت رواية للبيت.
(٥) في الديوان: "أميمة".
(٦) في ي ٣: "أما الجسمي"، وفي غ: "أن ما الجسمي"، وفي م: "أن ما بجسمي".
(٧) في غ: "أودني".
(٨) في م: "لا".
(٩) في م: "كحلت"، وسَمْلُ العين: فقؤها، يقال: سُمِلتْ عينُه تُسْمَل: إذ فُقِئَتْ بحديدة مُحْماة. لسان العرب ١١/ ٣٤٧ (س م ل).
(١٠) في ر: "فهو".
(١١) في م: "عوري".