للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فيُحَدِّثُنِي وأُحَدِّثُه، فقال لي: ما بقِي على ظَهْرِ (١) الأرضِ عينٌ تَطْرِفُ مِمَّنْ رأَى النبيَّ غَيْرِي، قال عليٌّ: آخِرُ مَن بقِي ممن رَأَى النبيَّ أبو الطُّفَيلِ عامرُ بنُ واثِلةَ الليثيُّ، ويُقالُ: الكِنانيُّ، قال عليٌّ: وماتَ بمكةَ (٢).

قال أبو عمرَ: كان أبو الطُّفَيلِ شاعرًا مُحْسِنًا، وهو القائلُ (٣):

أَيَدْعُونَني شيخًا وقد عِشْتُ حِقْبَةً … وهُنَّ مِن الأزواجِ نَحْوِي نَوَازِعُ

وما شابَ رَأْسِي مِن سِنينَ تَتَابَعتْ … عليَّ ولكن شَيَّبَتْنِي الوَقائِعُ

وقد ذكَره ابنُ أبي خيثمةَ في شعراءِ (٤) الصَّحابةِ.

وكان فاضِلًا عاقلًا، حاضرَ الجوابِ فصيحًا، وكان يَتَشَيَّعُ (٥) في عليٍّ ويُفَضِّلُه، ويُثْنِي على الشَّيخَيْنِ أبي بكرٍ وعمرَ، ويَتَرَحَّمُ على عثمانَ.

قدِم أبو الطُّفَيلِ يومًا على معاويةَ، فقال له: كيفَ وَجْدُك على (٦) خليلِك أبي الحسنِ؟ قال: كوَجْدِ أمِّ موسى على موسى، وأشكو


(١) في م: "وجه".
(٢) ذكره البري في الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة ١/ ١٧٤ عن إسماعيل بن إسحاق القاضي به، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٦٦/ ١٣٢ من طريق إسماعيل بن إسحاق عن علي بن المديني بقول عليٍّ وحده.
(٣) البيتان في المعارف لابن قتيبة ص ٣٤٢، وتاريخ دمشق ٢٦/ ١٣١.
(٤) في غ: "شعر".
(٥) في م: "متشيعا".
(٦) بعده في الأصل: "قتل".