للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مِن أرضِ الحبشةِ، ووافَوْا رسولَ اللهِ بِخَيْبَرَ، فقالوا: قدِم أبو موسى مع أهلِ السَّفِينَتَيْنِ، وإنَّما الأمرُ على ما ذكَرْنا، أنَّه وافَق قُدُومُه قُدُومَهم (١).

قال أبو عمرَ: إنَّما ذكَره ابن إسحاقَ (٢) فيمَن هاجَر إلى أرضِ الحبشةِ؛ لأنَّه نزَل أرضَ الحبشةِ في حينِ إقبَالِه مع سائرِ قومِه، رَمَتِ الرِّيحُ سفينتَهم إلى أرضِ الحبشةِ، فبَقُوا بها، ثمَّ خرَجوا مع جعفرٍ وأصحابِه، هؤلاء في سفينةٍ وهؤلاءِ في سفينةٍ، فكان قُدُومُهم معًا مِن أرضِ الحبشةِ، فوَافَوُا النبيَّ حينَ افْتَتَحَ خيبرَ؛ فقيل: إِنَّه قسَم لجعفرٍ وأصحابِه وقسَم للأشعرِيِّينَ؛ لأنَّه قيل: [إنَّه قسَم لأهلِ السَّفِينَتَيْنِ] (٣)، وقد رُوِي أنَّه لم يَقْسِمْ لهم.

ثمَّ وَلَّى عمرُ بنُ الخَطَّابِ أبا موسى البصرةَ؛ إذْ عزَل عنها المغيرةَ في وقتِ الشَّهادةِ عليه، وذلك سنةَ عشرينَ، فافْتَتَحَ أبو موسى الأهوازَ، ولم يَزَلْ على البَصْرِةِ إلى صدرٍ مِن خلافةِ عثمانَ، ثمَّ لَمَّا دفَع أهلُ الكوفةِ سعيدَ بنَ العاصِي، وَلَّوْا أبا موسى، وكتَبوا إلى عثمانَ يَسْألونه أنْ يُوَلِّيَه فَأَقَرَّه، ولَمْ يَزَلْ على الكوفةِ حتَّى قُتِل عثمانُ، ثمَّ كان منه بِصِفِّينَ وفي التَّحْكِيم ما كان، وكان منحرفًا عن عليٍّ؛ لأنه عزَله


(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات عن الواقديّ ٤/ ٩٩.
(٢) سيرة ابن هشام ١/ ٣٢٤.
(٣) سقط من: غ.