للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال ابن أبي مِحْجَنٍ: لو شئتَ ذكرتَ أحسنَ مِن هذا مِن شعرِه، فقال: وما ذاك؟ قال: قولُه:

لا تَسْأَلِ النَّاسَ عن مالِي وكَثْرتِه … وَسائِلِ النَّاسَ عن حَزْمِي وعن خُلُقِي

القومُ أعلمُ أَنِّي مِن سَرَاتِهُمُ … إذا تَطِيشُ يَدُ الرِّعْديدةِ الفَرِقِ

قد أركبُ الهولَ مَسْدُولًا عساكرُه … وأَكْتُمُ السِّرَّ فيه ضَرْبَةُ العُنُقِ

أُعطِي السِّنَانَ غَدَاةَ الرَّوْعِ حِصَّتَه … وعَامِلُ الرُّمْحِ أُرْوِيهِ مِنَ العَلَقِ

وزاد بعضُهم في هذه الأبياتِ (١):

وأَطْعُنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلاءَ قد (٢) عَلِمُوا … وأحفَظُ السِّرَّ فيه ضربةُ العُنُقِ (٣)

عَفُّ المطالبِ عمَّا لستُ نائِلَه … وإن ظُلِمتُ شديدُ الحقدِ والحَنَقِ

وقد أجودُ وما مالي بِذِي فَنَعٍ (٤) … وقد أَكِرُّ وراءَ المُجْحَرِ (٥) الفَرِقِ

والقومُ أعلمُ أَنِّي مِن سَرَاتِهُمُ … إذا سَما بَصَرُ الرِّعْديدةِ الشَّفِقِ

قد يُعْسِرُ المرءُ حينًا وهُو ذو كَرَمٍ … وقد تَثوبُ (٦) سَوامُ العاجزِ الحَمِقِ

سَيَكْثُرُ المالُ يومًا بعدَ قِلَّتِه … ويَكْتَسِي العودُ بعدَ اليُبْسِ بِالوَرَقِ


(١) الأغاني ١٩/ ١٤، ١٥.
(٢) في م: "لو".
(٣) في ي ٣: "الفتق".
(٤) في م: "قنع"، وفي حاشية ي ٣: "قال ابن السكيت: الفنع كثرة المال، وأنشد لأبي محجن:
* وقد أجود وما مالي بذي فنع *
أي: وما لي بكثير". الألفاظ لابن السكيت ص ١٠.
(٥) في غ، م: "المحجر"، والمجحر: المضطر الملجأ. لسان العرب ٤/ ١١٨ (ج ح ر).
(٦) في ي ٣، م، والأغاني: "يثوب".