للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لَها يُربِضُ الرَّهْطَ (١)، فَحَلَبَ فيه ثَجًّا حَتى غلَبه الثُّمالُ (٢)، وسَقاها فَشَرِبَت حَتى رَوِيَت، وسَقَى أَصحابَه فشرِبوا حَتى رَوُوا، وشَرِبَ آخِرَهُم، [وقالَ: "ساقي القَومِ آخِرُهُم] (٣) "، فَشَرِبوا جَمِيعًا عَلَلًا بَعدَ نَهْلٍ (٤) حَتى أَراضُوا، ثُمَّ حَلَبَ فيه ثانيًا عَودًا عَلَى بَدْءٍ وغادَرَهُ عِندَها، ثُمَّ ارتَحُلوا عَنها، فَقَلَّ ما لَبَثَت أن جاءَ زَوجُها أَبو مَعْبَدٍ يَسوقُ أَعنُزًا حُيّلًا عِجافًا تساوَكُ (٥) هَزلَى، مُخُّهُنَّ قَليلٌ، لَا نِقْيَ بِهِنَّ (٦)، فَلَمّا رَأَى اللَّبَنَ عَجِبْ، وقالَ: مِن أَينَ لَكُم هَذا والشَّاءُ عَازِبٌ ولا حَلُوبَةَ في البَيتِ؟ قالَت: لا واللهِ إِلَّا أَنَّهُ مَرَّ بِنا رَجُلٌ مُبارَكٌ؛ مِن حَديثِهِ كَيْتَ وكَيْتَ، قال: والله إِنِّي لأراهُ صاحِبَ قُرَيشٍ الَّذِي تَطلُبُه، صِفيه لي يا أُمّ مَعبَدٍ، قالَت: رَأَيْتُ رَجُلًا ظَاهِرَ الوَضاءَةِ، مُتَبَلِّجَ الوَجهِ (٧)، حَسَنَ الخَلْقِ، لَم يُعِبْهُ نُحْلَةٌ (٨)، ولَم يُزرِ بِه صُقْلَةٌ (٩)،


(١) يربض الرهط: يرويهم ويثقلهم حتَّى يناموا ويمتدوا على الأرض. النهاية ٢/ ١٨٤.
(٢) الثُّمال: جمع ثُمالَة؛ الرغوة. تاج العروس ٢٨/ ١٦٧ (ث م ل).
(٣) سقط من: غ.
(٤) العلل: الشربة الثانية، وقيل: الشُّرب بعد الشرب تباعًا، والنهل: الشرب الأول. لسان العرب ١١/ ٤٦٧، ٦٨٢ (ع ل ل، ن هـ ل).
(٥) تتمايل من الهزال والضعف في مشيها. لسان العرب ١٠/ ٤٤٦ (س و ك).
(٦) النِّقْي: المخ، والشحم، يقال: ناقة مُنقية: إذا كانت سمينة. لسان العرب ١٥/ ٣٤٠ (ن ق و).
(٧) أي: مشرق الوجه مضيئة. غريب الحديث لابن قتيبة ١/ ٤٧٠.
(٨) النُّحْل: الرقة والضُّمْر، يقال: نحَلَ جسمه نُحولا. غريب الحديث لابن قتيبة ١/ ٤٧٠، وفي بعض المصادر: "ثجلة"، وهي ضخَم البطن، كما في النهاية ١/ ٢٠٨.
(٩) لم يزر: لم يقصر، والصقلة: الخاصرة، تريد أنه ناعم الجسم، ضامر الخاصرة. الإملاء المختصر في شرح غريب السير ص ١٣٢.