للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ يومَ السَّقيفةِ: قد رَضِيتُ لكم أحدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، يعني عمرَ وأبا عُبَيدةَ (١)، وقال عمرُ إذ دخَل عليه الشامَ، وهو أميرُها: كُلُّنا غَيَّرتْه الدُّنيا غيرَك يا أبا عُبَيدةَ (٢). وله فضائلُ جَمَّةٌ.

تُوفِّيَ وهو ابن ثمانٍ وخمسينَ سنةً في طاعونِ عَمَواسَ سنةَ ثمانِ عَشْرةَ بالأُرْدُنِّ مِن الشامِ وبها قبرُه، وصَلَّى عليه معاذُ بنُ جبلٍ، ونزَل في قبرِه معاذٌ، وعمرُو بنُ العاصِي، والضَّحَّاكُ بنُ قيسٍ.

وذكَر المَدَائنيُّ، عن العجلانيِّ، عن سعيدِ بن عبدِ الرحمنِ بن حَسَّانَ، قال: ماتَ في طاعونِ عَمَواسَ خمسةٌ وعشرونَ ألفًا، ويُقالُ: ماتَ فيه مِن آلِ صخرٍ عشرون فتًى، ومِن آلِ الوليدِ بن المغيرةِ عشرون فتًى (٣)، وقيل: بل مِن ولدِ خالدِ بن الوليدِ.

حدَّثنا أحمدُ بنُ قاسمٍ، حدَّثنا محمدُ بنُ معاويةَ، حدَّثنا أبو خليفةَ، حدَّثنا محمدُ بنُ كثيرٍ، حدَّثنا شعبةُ، حدَّثنا أبو إسحاقَ، عن صِلَةَ بن زُفَرَ، عن حُذَيفةَ، أنَّ رسولَ اللَّهِ قال لأهلِ نَجْرانَ: (لأَبْعَثَنَّ إليكم (٤) أَمِينًا حقَّ أَمينٍ"، فاسْتَشْرَفَ (٥) الناسُ، فبعَث أبا عُبَيدةَ بنَ


(١) تقدم تخريجه في ٥/ ٢٤٧.
(٢) تاريخ المدينة لابن شبة ٣/ ٨٢٢، والزهد لأبي داود (٧٤، ١١١٥)، وتاريخ دمشق لابن عساكر ٢٥/ ٤٨١.
(٣) ذكره المبرد في التعازي ص ٢١٩ عن العجلاني به.
(٤) في م: "عليكم رجلا".
(٥) بعده في م: "لها".