للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأبو عُبَيدٍ هذا هو والدُ صفيةَ بنتِ أبي عُبَيدٍ، وصاحبُ يومِ الجسرِ المعروفِ بجسرِ أبي عُبَيدٍ، وذلك أنه لمَّا وَلِيَ عمرُ بنُ الخَطَّابِ الخِلافةَ عزَل خالدَ بنَ الوليدِ عن العراقِ والأَعِنَّةِ، ووَلَّى أبا عُبَيدِ بنَ مسعودٍ الثَّقَفيَّ، وذلك سنةَ ثلاثَ عَشْرةَ، فَلَقِي أبو عُبَيدٍ جابانَ بينَ الحِيرةِ والقادسيَّةِ فَفَضَّ جمعَه، وقتَل أصحابَه، وأسَره، ففَدَى جابانُ منه نفسَه، ثم جمَع يَزْدَجَرْد جموعًا عظيمةً ووَجَّهَهم نحوَ أبي عُبَيدٍ، فالتَقَوْا بعدَ أن عبَر أبو عُبَيدٍ الجسرَ في المضيقِ فاقْتَتَلوا قِتَالًا شديدًا، وضرَب أبو عُبَيدٍ مِشْفَرَ الفيلِ وضرَب أبو مِحْجَنٍ عُرْقُوبَه، وقُتِل أبو عُبَيدٍ، وذلك في آخرِ شهرِ رمضانَ أو في أَوَّلِ شوالٍ مِن سنةِ ثلاثَ عَشْرةَ، واستُشهِد يومَئذٍ مِن المسلمين ألفٌ وثمانِمائةٍ، وقد قيل: أربعةُ آلافٍ بينَ غريقٍ وقتيلٍ رحمةُ اللهِ عليهم، وقيل: إِنَّ الفيلَ بَرَكَ يومئذٍ على أبي عُبَيدٍ فقَتَلَه بعدَ نِكايةٍ كانَتْ منه في المشركين، وذلك في سنةِ ثلاثٍ مِن مُلْكِ يَزْدَجِرْد، وكان الذي بَعث إليهم يَزْدَجِرْد مَردانشاه (١) بنَ بَهْمَنَ في أربعةِ آلافِ دارعٍ، وكان المُثَنَّى بنُ حارثةَ يومَئذٍ مع أبي عُبَيدٍ.

حدَّثنا أحمدُ، عن أبيه، عن عبدِ اللَّهِ، عن بَقِيٍّ، قال: حدَّثنا أبو بكرِ بنُ أبي شَيْبَةَ، قال: حدَّثنا (٢) أبو أسامةَ، عن إسماعيلَ، عن (٣)


(١) في الأصل، ي ٣: "مرد الشاة".
(٢) في الأصل: "أخبرنا".
(٣) في م: "ابن".