للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ليوسفَ: ﴿تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (٩١)[يوسف: ٩١]، فإنَّه لا يَرْضَى أن يكونَ أحدٌ أحسنَ منه قولًا، ففعَل ذلك أبو سفيانَ، فقال له رسولُ اللهِ : " ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٩٢)﴾ " [يوسف: ٩٢]، وقبِل منهما، وأسلَما وأنشَده أبو سفيانَ قولَه في إسلامِه واعتذارِه مما سلَف منه:

لعَمْرُكَ إِنِّي يومَ أحمِلُ (١) رايةً … لتَغْلِبَ خِيلُ اللَّاتِ خِيلَ مُحَمَّدِ

لكالمُدْلِجِ (٢) الحيرانِ أظلَم ليلُه … فهذا أوانِي حينَ أُهْدَى [وأَهْتَدِي] (٣)

هَدَانِيَ هَادٍ غيرُ نَفْسِي ودَلَّنِي … على اللَّهِ مَن طَرَّدْتُه كلَّ مَطْرَدِ

أَصُدُّ وأَنْأَى جَاهِلًا (٤) عن مُحَمَّدٍ … وأُدْعَى وإن لم أَنْتَسِبْ مِن مُحَمَّدٍ

قال ابن إسحاقَ (٥): فذكَروا أنَّه حينَ أنشَد رسولَ اللَّهِ (٦):

مَن طَرَّدْتُه كلَّ مَطرَدِ

ضرَب رسولُ اللَّهِ صدرَه، وقال: "أنتَ طَرَّدتَني كلَّ مَطْرَدِ؟ " (٧).

وشهِد أبو سفيانَ حُنَينًا، فأبلَى فيها بلاءً حسنًا، وكان ممن ثبَت


(١) في غ: "يحمل".
(٢) في م: "لكالمظلم".
(٣) في غ، م: "فأهتدي".
(٤) في م: "جاهدًا".
(٥) سيرة ابن هشام ٢/ ٤٠١.
(٦) بعده في م: "قوله".
(٧) في حاشية ي ٣: "في الروض الأنف أن القائل طردتني كل مطرد أبو سفيان بن حرب، قاله في كلام دار بينهما على سبيل المزاح، والله سبحانه أعلم أيهما صاحب القصة". الروض الأنف ٧/ ٦٢، وفيه من قول سفيان بن الحارث.