للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بني عبدِ الأشهلِ، هي مِن المُبايِعاتِ، وهي ابنةُ عَمَّةِ معاذِ بنِ جبلٍ، تُكنَى أمَّ سَلَمةَ، وقيل: أمَّ عامرٍ، مدنيةٌ، كانَتْ مِن ذَوَاتِ العقلِ والدِّينِ، رُوِي عنها أنَّها أَتَتِ النبيَّ ، فقالَتْ: إِنِّي رسولُ مَن وَرَائِي مِن جماعةِ نساءِ المسلمين، كلُّهنَّ يَقُلْنَ بِقَوْلِي، وعلى مثلِ رَأْيِي، إِنَّ اللهَ تعالى بعَثك إلى الرِّجالِ والنِّساءِ، فَآمَنَّا بك واتَّبَعْناك، ونحنُ معشرَ النِّساءِ مقصوراتٌ مُخَدَّراتٌ، قواعدُ بُيُوتٍ، ومواضعُ (١) شَهَواتِ الرِّجالِ، وحامِلاتُ أولادِهم، وإنَّ الرِّجالَ فُضِّلوا بالجُمُعاتِ (٢) وشُهُودِ الجنائزِ والجهادِ، وإذا خرَجوا للجهادِ حفِظْنا لهم أموالَهم ورَبَّيْنا أولادَهم، أفنُشارِكُهم [في الأجرِ] (٣) يا رسولَ اللهِ؟ فالتَفَتَ رسولُ اللهِ بوجهِه إلى أصحابِه، فقال: "هل سمِعتُم مقالةَ امرأةٍ أحسنَ سؤالًا عن دينِها من هذه؟ "، فقالوا: بلى، واللهِ يا رسولَ اللهِ، فقال رسولُ اللهِ : "انصَرِفي يا أسماءُ واعْلِمِي مَن وَرَاءكِ مِن النِّسَاءِ أنَّ حُسْنَ تَبَعُّل إحْدَاكُنَّ لزوجِها، وطَلَبَها لمَرْضاتِه، واتِّبَاعَها لمُوَافقتِه، يَعْدِلُ كلَّ ما ذكرتِ للرِّجالِ" فانصَرَفتُ أسماءُ وهي تُهَلِّلُ وتُكَبِّرُ استبشارًا بما قال لها رسولُ الله (٤).


= وتهذيب الكمال ٣٥/ ١٢٨، والتجريد ٢/ ٢٤٥، وسير أعلام النبلاء ٢/ ٢٩٦، والإصابة ١٣/ ١٤٦.
(١) في غ، ر: "موضع".
(٢) في حاشية م: "الجماعات".
(٣) سقط من: غ، ر.
(٤) أخرجه بحشل في تاريخ واسط ص ٧٥، والبيهقي في شعب الإيمان (٨٧٤٣).