كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب - ت التركي

باب الأفراد - [١٤٠] أصيل الهذلي - ج: 1 - ص: 270

في مكةَ وعَضَارتِها والتَّشَوُّقِ إليها، وقد روَى حديثه أهلُ المدينةِ، أنَّه قَدِمَ على النبيِّ ﷺ مِن مكَّةَ إلى (١) المدينةِ، فقالَتْ عائشةُ: يا أُصَيلُ، كيفَ تَرَكْتَ مَكَّةَ؟ قال: تَرَكْتُها حينَ ايَضَّتْ أباطِحُها (٢)، وأَرْغَلَ (٣) ثُمامُها (٤)، وامتشَرَ (٥) سَلَمُها (٦)، وأعذَقَ إِذْخِرُها (٧)، فقالَتْ عائشةُ: يا رسولَ اللهِ، أَلَا تَسْمَعُ (٨) ما يقولُ أُصَيلٌ؟! فقال رسولُ اللهِ ﷺ: "لا تُشَوِّقْنا - أو كلمةً نحوَها - يا أُصَيلُ" (٩).

---

(١) زيادة من خ، ي، ي ١.
(٢) في م: "أباطها"، وبطحاء الوادي وأبطحه: حصاه اللين في بطن سيل الوادي، لسان العرب ٢/ ٤١٣ (ب ط ح).
(٣) في ط: "از غل"، وفي خ، ي، ي ١، غ: "أزعل"، وفي حاشية الأصل: "الرغل ثمر الثمام"، نقله سبط ابن العجمي، وقال: "وأرغل، بخط كاتب "الأصل"، وأزعله الرعي والسمن: نشطه المحكم ١/ ٥٢٢.
(٤) الثمام: نبت ضعيف له خوص أو شبيه بالخوص وربما حشى به وسد به خصاص البيوت، الصحاح ٥/ ١٨٨١ (ث م م).
(٥) في يا، خ، م: "انتشر".
في حاشية الأصل: "امتشر الرجل وتمشر: إذا لبس وتزين"، نقله سبط ابن العجمي، وقال: "بخط كاتب "الأصل".
(٦) السلم: شجر من العضاه، واحدتها سلمة، ورقها القرظ الذي يدبغ به، النهاية ٢/ ٣٩٥.
(٧) أعذق: أزهر، والإذخر: حشيشة طيبة الرائحة يسقف بها البيوت فوق الخشب، النهاية ٣/ ٢٠٠، ولسان العرب ٤/ ٣٠٣ (ذ خ ر).
(٨) في، ط، خ، ي، ي ١، م: "اسمع".
(٩) أخرجه الأزرقي في أخبار مكة ٢/ ١٥٥، وأبو الشيخ في العظمة (٧٤٩ - ٢٢)، والخطابي في غريب الحديث ١/ ٢٧٨، وفي المصادر اختلاف في الألفاظ عما هنا.