للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يَذْكُرَ خديجةَ فَيُحْسِنَ الثَّنَاءَ عليها، فذكَرها يومًا مِن الأيامِ فَأَدْرَكَتْنِي الغَيْرةُ، فقلتُ: هل كانَتْ إلا عجوزًا قد أبدَلَك اللهُ خيرًا منها! فغضِب حتَّى اهْتَزَّ مُقَدَّمُ شَعَرِه مِن الغضب، ثمَّ قال: "لا واللَّهِ، ما أبدَلني اللهُ خيرًا منها؛ آمَنَتْ بي إذْ كفَر الناسُ، وصَدَّقَتْني و (١) كَذَّبَنِي الناسُ، ووَاسَتْني في مالِها إذْ حرَمني الناسُ، ورزَقني اللهُ منها أولادًا إذْ حرَمني أولادَ النِّسَاءِ"، قالت عائشةُ: فقلتُ في نفسي: لا أذكُرُها بِسَيِّئَةٍ أبدًا (٢).

وروَى عليُّ بنُ المَدِينِيِّ، قال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ أسامةَ، عن مجالدٍ، [قال: أخبرني] (٣) عامرٌ (٤) الشَّعْبِيُّ، عن مسروقٍ، عن عائشةَ، قالَتْ: ذكَر رسولُ اللهِ خديجةَ ذاتَ يومٍ، فتَنَاوَلْتُها، فقلتُ: عجوزٌ كذا وكذا، قد أَبْدَلَكَ اللهُ بها خيرًا منها، قال: "ما أبدَلني اللهُ خيرًا منها؛ لقد آمَنَتْ بي حينَ كفَر بي الناسُ، وَصَدَّقَتْنِي حينَ كَذَّبني الناسُ، وأشرَكَتْني في مالِها حينَ حرَمني الناسُ، ورزَقني اللهُ ولدَها وحرَمني ولدَ غيرِها"، فقلتُ: واللَّهِ لا أُعَاتِبُك فيها بعدَ اليومِ (٥).


(١) في م: "إذ".
(٢) الآجري في الشريعة (١٦٨١)، وأخرجه أحمد ٤١/ ٣٥٦ (٢٤٨٦٤)، والطبراني في المعجم الكبير ٢٣/ ١٣ (٢٢) من طريق مجالد به.
(٣) في م: "عن".
(٤) بعده في م: "عن".
(٥) بعده في الأصل: "وحدثنا محمد بن خليفة، حَدَّثَنَا محمد بن الحسين، حَدَّثَنَا أحمد بن الحسن بصور، حَدَّثَنَا عمر بن إسماعيل بن مجالد، قال: حدثني أبي، عن مجالد، عن =