للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبو هريرةَ: سمِعْتُ رسولَ الله يقولُ لأكثَمَ بن الجَونِ الخُزاعيِّ: "يا أَكْثَمُ، رأيْتُ عمرَو بنَ لُحَيِّ بن قَمَعَةَ بن خِنْدَفَ يَجُرُّ قُصْبَه (١) في النارِ، وما رَأَيْتُ مِن رجلٍ أشبَهَ برجلٍ منك به ولا به مِنك"، قال أكثَمُ: أَيَضُرُّني شَبَهُه يا رسولَ اللهِ؟ قال: "لا، إنَّك مؤمنٌ وهو كافرٌ، وإنَّه كان أوَّلَ مَن غَيَّرَ دينَ إسماعيلَ، فَنَصَبَ الأوثانَ، وسَيَّبَ السَّائبةَ، وبَحَرَ البحيرةَ، ووَصَلَ الوَصِيلَةَ، وحَمَى الحامِيَ (٢) ".

رواه محمدُ بنُ عمرٍو، عن أبي سَلَمةَ، عن أبي هريرةَ.

أخبرنا سعيدٌ، حدَّثنا قاسمٌ، حدَّثنا محمد، حدَّثنا أبو بكرٍ، حدَّثنا محمدُ بنُ بِشْرٍ، عن محمدِ بن عمرٍو، عن أبي سَلَمَةَ، عن أبي هُريرةَ قال: قال رسولُ اللهِ : "عُرِضَ عليَّ النَّارُ، فرأيتُ فيها عمرَو بنَ لُحَيِّ بن قَمَعَةَ بن خِنْدَفَ يَجُرُّ قُصْبَه في النَّارِ، وهو أَوَّلُ مَن غَيَّرَ عهدَ إبراهيمَ؛ فَسَيَّبَ السُّيَّبَ (٣)، وبَحَرَ البَحائِرَ، وحَمَى الحَامِيَ، ونَصَبَ الأوثانَ، وأَشْبَهُ مَن رأيتُ به أكثَمُ بنُ أبي الجَونِ"، فقال أكثَمُ:


= ١/ ٣١٣، والإصابة ١/ ٢١٤.
(١) القصب بالضم: المِعَى، وجمعه أقصاب، النهاية ٤/ ٦٧.
(٢) السائبة: الناقة تسيب للأصنام، والبحيرة: الناقة تنتج خمسة أبطن في آخرها ذكر شقوا أذنها وخلوا سبيلها، ولا تركب ولا تحلب، والوصيلة: الشاة التي تلد أنثى فلهم، أو تلد ذكرًا فلآلهتهم، والحامي: الفحل من الإبل تنتج من صلبه عشرة أبطن، فيقولون: قد حمى ظهره، فيسيبونه لأصنامهم فلا يحمل عليه شيء، البحر المحيط ١١/ ٢٨٨ - ٢٩٣.
(٣) في م: "السوائب"، وهما بمعنًى.