للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال أبو عمر: أمر النبيُّ بالذين رَمَوْا عائشة بالافك حين نزل القرآنُ ببراءتها فجُلِدوا الحَدَّ ثمانين فيما ذكر جماعةٌ مِن أهل السِّيرِ والعلم بالخبرِ، وقال قومٌ: إِنَّ حَسَّانَ بنَ ثابِتٍ لم يُجلَدْ معهم، ولا صح (١) عنه أنَّه خاض في الإفك والقذف، ويَزْعُمون أنَّه القائل (٢):

لقد ذاق عبدُ اللَّهِ ما كان أهله … وحَمْنةُ إذ قالوا هَجِيرًا ومِسْطَحُ

وعبد الله هو عبد الله بن أبي ابن سلول.

وآخرون يُصَحِّحون جلدَ حَسَّانَ بن ثابت، ويجعلونه من جملة أهل الإفك في عائشة ، وأنشَد ابن إسحاقَ هذا البيت على خلافِ ما مضَى في أبياتٍ ذكرها، فقال قائلٌ مِن المسلمين (٣):

لقد ذاقَ حَسَّانُ الذي كان أهله … وحَمْنةُ إذْ قالوا هَجِيرًا وَمِسْطَحُ

وهذا عندي أصح؛ لأنَّ عبد الله بن أبي ابن سلول لم يَكُنْ ممّن يَسْتَترُ جلده عن الجميع لو جُلد، وقد رُوِيَ أَنَّ حَسَّانَ بنَ ثابِتٍ استأذن على عائشةَ بعدَ ما كُفَّ بصره، فأَذِنتْ له، فدخل عليها فأكرمته، فلما خرج عنها (٤)، قيل لها: أهذا من القوم؟ قالت: أليس هو الذي يقولُ:


(١) في م: "يصح".
(٢) الروض الأنف ٦/ ٤٤٩.
(٣) سيرة ابن هشام ٢/ ٣٠٧.
(٤) في م: "من عندها"، والمثبت موافق للنسخ الخطية.