للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن أُمه أم جعفر بنتِ محمد بن جعفرٍ، وعن عُمارة (١) بن المُهَاجِرِ، عن أمِّ جعفرٍ، أَنَّ فاطمةَ بنت رسولِ اللهِ قالَتْ لأسماء بنتِ عُمَيْسٍ: يا أسماءُ، إِنِّي قد اسْتَقْبَحْتُ ما يُصْنَعُ بالنِّساءِ، إِنَّه يُطْرَحُ على المرأةِ الثَّوْبُ فَيَصِفُها، فقالَتْ أسماء: يا ابنة رسولِ اللَّهِ، ألَا أُرِيك شيئًا رأيتُه بأرض الحبشة؟ فدَعَتْ بجرائدَ رَطْبَةٍ، فحَنَتْها (٢) ثمَّ طَرَحَتْ عليها ثوبًا، فقالَتْ فاطمة: ما أحسنَ هذا وأجمله؟ تُعرَفُ به المرأةُ مِن الرِّجالِ، فإذا أنا مِتُّ فاغسليني أنتِ وعليٌّ، ولا تُدْخِلي عليَّ أَحَدًا، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ جَاءَتْ عائشة تَدْخُلُ، فقالَتْ أسماءُ: لا تَدْخُلِي، فشَكَتْ إلى أبي بكرٍ، قالَتْ: إنَّ هذه الخَثْعَمِيَّةَ تَحُولُ بَيْنَنا وبينَ بنتِ رسول الله ، وقد جعَلتْ لها مثلَ هَوْدَجِ العروس، فجاء أبو بكر، فوقف على الباب، فقال: يا أسماءُ، ما حَمَلك على أن مَنَعتِ أزواج النبي (٣) يَدْخُلْنَ على بنتِ رسولِ اللهِ ، وجَعَلْت لها مثلَ هَوْدَجِ العَرُوسِ؟ فقالَتْ: أَمَرَتْني أَلَّا يَدْخُلَ عليها أحدٌ، وأَرَيْتُها هذا الذي صَنَعْتُ وهي حَيَّةٌ، فأَمَرَتْني أنْ أَصْنَعَ ذلك لها، قال أبو بكرٍ: فاصْنَعِي ما أمَرَتْك، ثمَّ انْصَرَف، وغَسَلَها على وأسماء (٤).


(١) في م: "عمار".
(٢) حنتها: لَوَتْها وعطفتها، لسان العرب ١٤/ ٢٠٤ (ح ن و).
(٣) بعده في ر، ي ٣، م: "أن".
(٤) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٢/ ٤٣، والجوزقاني في الأباطيل والمناكير (٤٤٩) من طريق محمد بن إسحاق السراج به، وأخرجه البيهقي في السنن الكبير (٦٧٣٩) من طريق قتيبة =