للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من بني ليثٍ فأخَذ بِيَدِي، فقال: ألَا أُبَشِّرُكَ (١)؟ قلتُ: بلى، قال: هل تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَني رسولُ اللهِ إلى قومك بني سعدٍ، فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ عليهم الإسلام وأدعوهم إليه؟ فقُلتَ أنت: إنَّه ليدعُوهم (٢) إلى خيرٍ، وما حَسَّنَ إِلا حَسَنًا (٣)، فَبَلَّغْتُ ذلك إلى رسول الله ، فقال رسولُ اللهِ : "اللَّهُمَّ اغْفِرْ للأحنف"، فقال الأحنفُ: هذا مِن أرجى عملي (٤) عندي (٥).

كان الأحنفُ أحدَ الجِلَّةِ الحُلماءِ الدُّهاةِ الحُكماء العُقلاء، يُعَدُّ في كبار التَّابعين بالبصرة.

وتُوفِّي الأحنفُ بنُ قيسٍ بالكوفة في إمارة مُصعَبِ بن الزُّبيرِ سنةَ سبعٍ وستِّينَ، ومشَى مُصعَبٌ في جنازته.

قال (٦) أبو عمر : ذكَرْنا الأحنف بن قيسٍ في كتابنا هذا


(١) في خ: "نبشرك".
(٢) في هـ، م: "ليدعوكم".
(٣) في حاشية المطبوعة: "هكذا في النسخ، وفي أسد الغابة: فقلت إنك لتدعو إلى خير وتأمر به وإنه ليدعو إلى الخير فبلغ الحديث"، أسد الغابة ١/ ٦٨.
(٤) في حاشية الأصل: "عمل" كتب عليها: خ.
(٥) تاريخ ابن أبي خيثمة ١/ ٨٦، ٢/ ٧٢٧، وأخرجه ابن سعد في الطبقات ٩/ ٩٢، وأحمد ٣٨/ ٢٣٠ (٢٣١٦١)، والبخاري في التاريخ الكبير ٢/ ٥٠، ويعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ ١/ ٢٣٠، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١٢٢٥)، والطبراني في المعجم الكبير (٧٢٨٥)، وابن منده في معرفة الصحابة ١/ ١٧٤، والحاكم ٣/ ٦١٤، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣٨٥٤) - طبعة دار الوطن - من طريق حماد بن سلمه به.
(٦) في حاشية ط: "سقط هنا نحو ربع ورقة، كذا في المنتسخ منه، وفي نسخة: قال أبو عمر =