للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ها مَنْ أَحَسَّ بُنَيَّيَّ (١) اللَّذَيْنِ هُما … سَمْعِي وعَقْلِي فَقَلْبِي اليومَ مُخْتَطَفُ (٢)

حُدِّثتُ بُسرًا ومَا صَدَّقْتُ ما زَعَمُوا … مِنْ قِيلِهم ومِنَ الإِفْكِ (٣) الذي اقتَرَفُوا

أَنْحَى عَلَى ودَجَيْ (٤) ابْنَيَّ مُرْهَفَةً … مَشحُوذَةً وكَذاكَ الإِثمُ (٥) يُقتَرَفُ

ثُمَّ وُسْوِسَتْ؛ فكانَتْ تَقِفُ في المَوسِمِ تُنشِدُ هذا الشِّعرَ، وتَهِيمُ علَى وجهِها، وذَكَرَ تمامَ الخبرِ (٦)، وذكَرَ المُبَرِّدُ (٧) أيضًا نَحوَهُ.

وقالَ أَبو عمرٍو الشَّيبانيُّ: لمّا وجَّهَ معاويةُ بُسرَ بنَ أَرطَاةَ الفِهرِيَّ لِقَتلِ شِيعَةِ عَلِيٍّ قامَ (٨) إليهِ مَعْنٌ أَو عَمرُو بنُ يَزيدَ بن الأَخْنَسِ السُّلَمِيُّ (٩) وزِيادُ بنُ الأَشهَبِ الجَعدِيُّ، فقالا: يا أَمِيرَ المؤمِنينَ، نسأَلُكَ باللهِ والرَّحِمِ أَلا (١٠) تَجعلَ لِبُسرٍ عَلَى قَيسٍ سُلطانًا؛ فَيَقتُلَ قيسًا بِما قَتَلَتْ بَنو سُلَيمٍ مِن بَنِي فِهْرٍ وكِنانَةَ يَومَ دَخَلَ رَسولُ اللهِ مَكَّةَ، فقالَ مُعاوِيَةُ: يا بُسرُ، لا إِمرَةَ لَكَ عَلَى قَيسٍ،


(١) في ي، ي ١، هـ، غ، ف، م: "بنيّ".
(٢) في م: "مزدهف".
(٣) في حاشية الأصل، هـ، م: "الإثم".
(٤) الوَدَجُ، عرق في العنق. لسان العرب ٢/ ٣٩٧ (و د ج).
(٥) في ط: "الأمر"، وفي الحاشية كالمثبت، وفي ي ١: "الإفك".
(٦) تاريخ دمشق ١٠/ ١٥٣، ٣٧/ ٤٧٧، ٤٧٨، من طرق أخرى.
(٧) محمد بن يزيد بن عبد الأكبر، أبو العباس المبرد، كان آية في النحو، فصيحا مفوهًا، له "الكامل"، و "المقتضب"، توفي سنة (٢٨٦ هـ)، معجم الأدباء ١٩/ ١١١.
والقصة في الكامل له ٤/ ٢٦.
(٨) في ي: "قال".
(٩) سقط من: ط.
(١٠) في الأصل، خ، غ: "أن".