للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حدَّثهم، قال: كُنَّا في مُقَدِّمَةِ الحسنِ بنِ عليٍّ اثنَيْ عَشَرَ ألفًا بِمَسْكِنٍ مُستَميتِينَ تَقطُرُ أسيافُنا مِن الجِدِّ والحِرْصِ على قتالِ أهلِ الشَّامِ وعلينا أبو العَمَرَّطةِ (١)، فَلَمَّا جاءَنا صُلْحُ الحسنِ بنِ عَلِيٍّ كأنَّما كُسِرتْ ظُهُورُنا مِن الغَيظِ والحُزنِ، فَلَمَّا جاء الحسنُ الكوفةَ أتاه شيخٌ مِنَّا يُكنَى أبا عامرٍ سفيانَ بنَ لَيلَى (٢)، فقال: السَّلامُ عليكَ يا مُذِلَّ المُؤمِنِينَ، فقال: لا تَقُلْ (٣) يا أبا عامرٍ، فإنِّي لم أُذِلَّ المُؤْمِنِينَ، ولكِنِّي كَرِهتُ أَنْ أقْتُلَهُم في طَلَبِ المُلْكِ (٤).

وحدَّثنا خلفٌ، حدَّثنا عبدُ اللهِ، حدَّثنا أحمدُ، قال حدَّثنا يحيى بنُ سليمانَ، حدَّثني الحسنُ بنُ زيادٍ، حدَّثني أبو مَعْشَرٍ، عَن شُرَحبِيلِ بنِ سعدٍ، قال: مكَث الحسنُ (٥) نحوًا مِن ثمانيةِ أشهُرٍ لا يُسَلِّمُ الأمرَ إلى معاويةَ، وحَجَّ بالنَّاسِ تلك السَّنَةَ - سنةَ أربعينَ - المُغيرةُ بنُ شُعبةَ مِن غيرِ أن يُؤَمِّرَه أحدٌ، وكان بالطَّائِف، قال: وسَلَّمَ الأمرَ الحسنُ إلى معاويةَ في النِّصفِ مِن (٦) جُمَادَى الأُولَى مِن سنةِ إحدى وأربعينَ،


= خليفة"، نقله سبط ابن العجمي، وقال: "بخط كاتب الأصل"، التاريخ الكبير للبخاري ٥/ ٣٨٠، والمؤتلف والمختلف للدارقطني ٣/ ١٦٩١.
(١) في هـ: "العُرمطة".
(٢) قال سبط ابن العجمي: "كذا في غير هذا الكتاب: الليل".
(٣) بعده في ي: "هذا".
(٤) تاريخ بغداد ١٢/ ٦، وتاريخ دمشق ١٣/ ٢٧٩، وتهذيب الكمال ٦/ ٢٥٠.
(٥) بعده في م: "بن عليّ".
(٦) بعده في هـ، م: "شهر".