للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يحيى بنُ سليمانَ، قال: حدَّثني عبدُ اللهِ بنُ الأَجلَحِ، أنَّه سَمِعَ المُجَالِدَ بنَ سعيدٍ يَذكُرُ عن الشَّعبِيِّ، قال: لَمَّا جَرَى الصُّلحُ بينَ الحسنِ بنِ عليٍّ ومعاويةَ قال له معاويةُ: قُمْ فاخطُبِ النَّاسَ، واذْكُرْ ما كنتَ فيه، فقام الحسنُ فخَطَبَ (١)، فقال: الحمدُ للَّهِ الذي هَدَى بِنا أَوَّلَكم، وحَقَنَ بِنا دِماءَ آخِرِكم، ألَا إِنَّ أَكيَسَ الكَيْسِ التُّقَى، وأَعجَزَ العَجزِ الفُجُورُ، وإنَّ هذا الأمرَ الذي اختَلَفتُ فيه أنا ومعاويةُ إمَّا أن يكونَ كان أَحَقَّ به مِنِّي، وإمَّا أن يكونَ حَقِّي، فتَرَكتُه للَّهِ ﷿، ولصلاحِ أُمَّةِ محمدٍ وحَقنِ دمائِهم (٢)، قال: ثمَّ التَفَتَ إلى معاويةَ فقال: ﴿وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ [الأنبياء: ١١١]، ثمَّ نزَل، فقال [عمرٌو لمعاويةَ] (٣): ما أَرَدتُ إلى هذا (٤).

ومات الحسنُ بنُ عليٍّ بالمدينةِ، واختُلِفَ في وقتِ وفاتِه، فقيل: مات سنةَ تسعٍ وأربعين، وقيل: بل مات في ربيعٍ الأولِ مِن سنةِ خمسين بعدَما مضَى مِن خلافةِ (٥) معاويةَ عشرُ سنينَ، وقيل: بل مات سنةَ إحدَى وخمسين، ودُفِنَ ببقيعِ الغَرْقدِ، وصَلَّى عليه سعيدُ


(١) بعده في ي: "الناس".
(٢) في غ: "دمائكم".
(٣) في ط: "معاوية لعمرو"، وفي حاشيتها كالمثبت، أسد الغابة ١/ ٤٩١.
(٤) طبقات ابن سعد ٦/ ٣٨٤، والمعجم الكبير للطبراني (٢٥٥٩)، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم ٢/ ٦٥٩، واتفقوا كلهم إلى ذكر الآية، وزاد ابن الأثير قول معاوية المذكور لعمرو. أسد الغابة ١/ ٤٩٢.
(٥) في م: "إمارة".