للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

للحسينِ أخيه: يا أخي، إنَّ أَبَاك (١) لمَّا قُبِض رسولُ اللهِ استشرَف لهذا الأمرِ، ورَجا أن يكونَ صاحبَه، فصرَفه اللهُ عنه، ووَلِيها أبو بكرٍ ، فلمَّا حَضَرَتْ أبا بكرٍ الوَفاةُ تَشَوَّفَ لها أيضًا، فَصُرِفَتْ عنه إلى عمرَ ، فلما احتُضِرَ عمرُ جعَلها شُورَى بينَ ستةٍ هو أحدُهم، فلم يَشُكَّ أنها لا تَعْدوه، فصُرِفت عنه إلى عثمانَ، فلما هلَك عثمانُ بُويِعَ، ثم نُوزِعَ حتى جَرَّدَ السيفَ، وطَلَبها، فما صَفا له شيءٌ منها، وإني واللهِ ما أرى أن يجمعَ اللهُ فينا - أهل البيتِ - النُّبُوَّةَ والخلافةَ، فلا أعرِفنَّ ما استَخَفَّك (٢) سفهاءُ أهلِ الكوفةِ فأخرَجوك، وإني (٣) قد كنتُ طَلبْتُ إلى عائشةَ إذا مِتُّ أن تأذِنَ لي فأُدفَنَ في بيتِها مع رسولِ اللهِ ، فقالت: نعم، وإنِّي لا أدرِي لعلَّها كان ذلك منها حياءً، فإذا أنا مِتُّ فاطلُبْ ذلك إليها، فإن طابتْ نفسُها فادْفِنِّي في بيتِها، وما أَظُنُّ [إلَّا القومَ] (٤) سَيَمْنَعونَك إذا أردتَ ذلك، فإن فعَلوا فلا تُراجِعْهم في ذلك، وادْفِنِّي في بقيعِ الغَرْقَدِ، فإنَّ فيمَن فيه أُسوةً.

فلما مات الحسنُ أتَى الحسينُ عائشةَ ، فطلَب ذلك إليها، فقالت: نعم وكَرَامةٌ، فبلَغ ذلك مروانَ (٥)، فقال مروانُ: كذَب وكذبْتَ، واللهِ لا يُدفَنُ هناك أبدًا، منَعوا عثمانَ مِن دفنِه في المقبرةِ،


(١) في م: "أبانا".
(٢) في خ: "استحفظ".
(٣) سقط من: ي، ي ١، هـ، م.
(٤) في ط: "القوم إلا".
(٥) بعده في ي: "بن الحكم".