كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب - ت التركي

باب الأفراد في الحاء - [٦٠٥] الحسحاس - ج: 2 - ص: 475

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

---

= هذا في حجريه - لعل صوابه: حجرته كما في: الطبقات - قال: واسم اليتيم ضرس بن قطيعة، فقال حذيم لحنيفة: إني أسمع بنيك يقولون: إنما نقر بهذا عين أبينا فإذا مات قسمنا وقسمنا له مثل نصيب بعضنا، قال: وسمعتهم يقولون ذلك؟ قلت: نعم، قال: فبيني وبينك رسول الله ﷺ، قال: فانطلقنا فركب حذيم وحنظلة واليتيم حتى أتينا رسول الله ﷺ وهو جالس، فقال: من هؤلاء المقبلون؟ فقالوا: هذا حنيفة النعم أكثر الناس بعيرًا في البادية، قال: لمن - لعل الصواب: من - هذا عن حواليه؟ قال: أما الذي عن يمينه فحذيم ابنه الأكبر ولا نعرف الذي عن يساره، فلما جاءوا وسلَّم حنيفة على رسول الله ﷺ ثم سلَّم حذيم، فقال: يا أبا حذيم ما رفعك إلينا؟ قال: هذا رفعني - وضرب فخذ حذيم - قال: أو ليس هذا حذيم، قال: يا رسول الله إني رجل كثير المال على ألف بعير، وأربعون من الخيل سوى أموالي في البيوت، وإنى خفت أن يفجأني الموت وأمر الله، فأردت أن أوصي فأوصيت بمائة من الإبل التي كنا نسمي المطيبة صدقة على يتيمي هذا في حجريه - لعل الصواب: حجرته - فرأيت الغضب في وجه رسول الله ﷺ حتى جثا على ركبتيه، ثم قال: لا لا لا، إنما الصدقة خمس، وإلا فعشر، وإلا فخمس عشرة، وإلا فعشرون، وإلا فخمس وعشرون، وإلا فثلاثون، فإن كثرت فأربعون، فبادره حنيفة، فقال: يا رسول الله فإني أشهدك أنها أربعون من المطيبة التي كنا نُسمي في الجاهلية، قال: فودعهُ حنيفة، فقال يا حنيفة، أين يتيمك؟ قال: ها هو ذاك النائم - وكان يشبه المحتلم - فقال النبي ﷺ: لعظمت هذه هراوة يتيم، قال: ثم قال - صوابه: قام - حنيفة وولده إلى أرباعهم - صوابه: أباعرهم - فقال حنيفة: يا رسول الله إن لي بنين كثيرة منهم ذو اللحى، ومنهم دون ذلك، وهذا أصغرهم، وهو حنظلة، فشمِّت عليه يا رسول الله، فقال: ادن يا غلام، قال: فدنوت منه، فرفع يده فوضعها على رأسه، وقال: بارك الله فيك، قال: فرأيت حنظلة يؤتى بالرجل الوارم وجهه وبالشاة الوارم ضرعها فيتفل في يده ثم يضعها على صلعته، ثم يقول: باسم الله، على أثر يد رسول الله ﷺ ثم يمسح على الورم فيذهب، ورواه محمد بن يحيى الذهلي، وقال: حدثني هانئ بن يحيى بن سيف، حدثني الذيال بن عبيد، سمعت جدي حنظلة بن حذيم بن حنيفة، قال: جاء حنيفة النعم، فذكره، قال أبو سليمان الخطابي في قوله: هراوة يتيم: يريد شخصه وجثته فشبهه بالهراوى، وهي عصا تكون مع الرعاة، =