كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب - ت التركي

باب الأذواء - [٧١٥] ذو الكلاع - ج: 2 - ص: 623

فسألْتُهم، فقالوا: قُبِضَ رسولُ اللهِ ﷺ، واستُخلِفَ أبو بكرٍ، فقالَا (١) لي: أقرِئْ صاحبَك السَّلامَ، ولعلَّنا سنعودُ (٢).

وقيلَ: اسمُ ذي الكَلاعِ سَمَيقَعٌ (٣) أبو شُرحبيلٍ، وكانَ ذو الكَلاعِ القائمَ بأمرِ مُعاويةَ في حربِ صِفِّينَ، وقُتِلَ قبلَ انقضاءِ الحربِ، فَفَرِحَ معاويةُ بموتِه، وذلك (٤) أنَّه بلَغَه أنَّ ذا الكَلاعِ ثبَتَ عندَه أنَّ عليًّا برِيءٌ مِن دمِ عثمانَ، وأنَّ معاويةَ لبَسَ عليهم ذلك، فأرادَ التشتيتَ (٥) علَى مُعاويةَ، فعاجَلَته منيَّتُه بصِفِّينَ سنةَ سبعٍ وثلاثينَ.

ولا أعلَمُ لذي الكَلاعِ صُحبةً أكثَرَ مِن إسلامِه، واتِّباعِه النَّبيَّ ﷺ في حياتِه، وأظُنُّه أحَدَ الوفودِ عليه، واللهُ أعلَمُ، ولا أعلَمُ له روايةً إلَّا عن [عُمرَ و] (٦) عوفِ بنِ مالكٍ.

ولمَّا قُتِلَ ذو الكَلاعِ أرسَلَ ابنُه إلى الأشعثِ (٧) يرغَبُ إليه في جُثَّةِ

---

(١) في ي ١، هـ، غ، م: "فقال".
(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٢٢٥٩) من طريق أبي كريب به، وأخرجه ابن أبي شيبة (٣٨٠٢٠)، وأحمد ٣١/ ٥٥٣ (١٩٢٢٤)، والبخاري (٤٣٥٩) من طريق ابن إدريس به، وهو في هذه المصادر من حديث جرير بن عبد الله.
(٣) في ط، ي، ي ١، خ، م: "سميفع"، وفي حاشية الأصل: "سميفع بالفاء في كتاب الطبري"، نقله سبط ابن العجمي، وقال: "بخط كاتب الأصل". تاريخ ابن جرير ٣/ ٣٢٣.
(٤) في هـ، م: "ذكر".
(٥) في هـ: "التثبت"، وفي م: "التشبث".
(٦) في ي: "عمرو بن".
(٧) بعده في ط: "بن قيس".