للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يا خيرَ طِفل ومولودٍ ومُنتخَب … في العالمينَ إذا ما حَصَلَ البِشْرُ

إنْ لم تَدَارَكُهُمُ نَعْماءُ (١) تَنْشُرُها … يا أرجَح الناسِ حِلْمًا حينَ يُخْتَبرُ

امنُن على نِسوة قد كُنتَ تَرْضَعُها … إذ فُوكَ يَمْلَؤُه مِن مَحْضِها الدّررُ

إذ كنْت طِفلا صغيرًا كنْتَ تَرْضَعُها (٢) … وإِذْ يَزِينُك ما تأتي وما تَذَرُ

لا تَجَعَلَنَّا كَمَن شَالَتْ نَعَامَتُه (٣) … واستَبْقِ مِنَّا فإنَّا مَعْشَرٌ زُهُرُ

يا خيرَ مَن مَرَحَتْ كُمْتُ (٤) الجِيادِ به … عندَ الهِياجِ إذا ما استوقدَ الشَّرَرُ

إِنَّا لَنَشْكُرُ آلاءً وإِنْ كُفِرَتْ … وعندَنا بعد هذا اليوم مُدَّخَرُ

إِنَّا نُؤَمِّلُ عَفْوًا مِنكَ تُلْبِسُه … هذِي (٥) البَرِيَّةَ إِذْ تَعْفُو وتَنْتَصِرُ

فاغْفِرْ (٦) عَفَا اللهُ عَمَّا أَنتَ رَاهِبُهُ … يومَ القيامةِ إِذْ يُهْدَى لك الظَّفَرُ

فقال رسولُ اللهِ : "أمَّا ما كان لي ولبنِي عبدِ المُطَّلِبِ فهو لكم"، وقال المهاجرون كذلك، وقالَتِ الأنصارُ كذلك، وأبَى الأَقرَعُ ابنُ حابسٍ، وبنو تميم، وعُيينةُ بنُ حِصنٍ، وبنو فَزارَةَ، فقال رسولُ اللَّهِ : "أمَّا مَن تَمَسَّكَ مِنكم بحقِّه من هذا السَّبْي فَلَه بكل إنسانٍ سِتُّ فرائضَ مِن أَوَّلِ سَبْيِ نُصِيبُه"، فرَدُّوا على الناس أبناءَهم ونساءَهم.

اختصَرْتُ هذا الحديث، وفيه طولٌ: أخبرنا به من أوَّلِه إلى آخره


(١) في ط: "نعما"، وفي الحاشية: "نعماك"، وفي الحاشية أيضا كالمثبت.
(٢) في حاشية خ: "إذ أنت صغير كنت ترضعها".
(٣) شالت نعامتهم: هلكوا، ويقال: شالت نعامة الرجل: إذا مات، الإملاء المختصر في شرح غريب السير ص ٢٥.
(٤) الكُمْتُ: جمع الكميت، والكمتة لون بين السواد والحمرة يكون في الخيل والإبل وغيرهما، لسان العرب ٢/ ٨١ (ك م ت).
(٥) في ي، وحاشية ط: "هادي".
(٦) في ي: "فاعفو"، وفي حاشية ط: "فاعف".