للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال خلفٌ الأحمرُ (١): لولا قصائدُ لزهيرٍ ما فَضَّلْتُه على ابنِه كعبٍ، ولكعبٍ ابنٌ شاعرٌ اسمُه عقبةُ، ولقبُه المُضرَّبُ؛ لأنه شَبَّبَ بامرأةٍ، فضرَبه أخوها بالسيفِ ضَرَباتٍ كثيرةً فلم يَمُتْ، وله ابنٌ أيضًا يُقال له: العَوَّامُ، شاعرٌ.

وقال الحطيئةُ لكعبِ بن زُهَيْرٍ: أنتم أهلُ بيتٍ يُنظرُ (٢) إليكم في الشعرِ، فاذْكُرْني في شعرِك، فقال كعبٌ في ذلك شعرًا ذكَره أهلُ الأخبارِ (٣).

وممَّا يُستَجادُ لكعبِ بن زُهَيْرٍ قولُه (٤):

لو كنتُ أَعْجَبُ مِن شَيءٍ لأعجَبَنِي … سَعْيُ (٥) الفَتَى وهْو مَخْبوءٌ (٦) له القَدَرُ

يَسْعَى الفَتَى لأمورِ ليس يُدْرِكُها … فالنَّفْسُ واحدةٌ والهَمُّ مُنتشِرُ

والمرءُ ما عاش مَمْدودٌ له أملُ … لا تَنْتهِي العينُ حتَّى يَنْتَهِي الأَثَرُ


(١) خلف بن حيان الأحمر، أبو محرز، راوية شاعر، عالم بالأدب، كان يضع الشعر وينسبه للعرب، له "ديوان شعر" وكتاب "جبال العرب"، توفي نحو سنة (١٨٠ هـ)، معجم الأدباء ٣/ ٢٩٧.
(٢) في ر: "ينتظر".
(٣) الشعر والشعراء ١/ ١٥٢، ١٥٥، والأغاني ٢/ ١٥٧، ١٧/ ٨٧، والقصيدة في شرح ديوان كعب ص ٤١ - ٦٠.
(٤) شرح ديوان كعب بن زهير ص ٢٢٩، والأبيات في الشعر والشعراء ١/ ١٥٢، ١٥٣، والعقد الفريد ٢/ ٢٢٠.
(٥) في ي: "فعل".
(٦) في ط والشعر والشعراء: "مخبوٌّ"، وفي حاشية ط كالمثبت.