للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولَبِيدُ بنُ ربيعة وعلقمةُ بن عُلاثَةَ العَامِرِيَّانِ مِن المُؤلَّفَةِ قُلُوبُهم، وهو معدودٌ في فُحُولِ الشُّعَرَاءِ المُجَوِّدِينَ المَطبوعِينَ.

ومِمَّا يُسْتَجادُ مِن شِعْرِه قولُه في قصيدتِه التي يرثي بها أخاه أرْبَدَ (١):

أَعاذِل ما يُدْرِيكَ إِلَّا تَظَنِّيًا (٢) … إذا رَحَلَ السُّفَّارُ (٣) مَن هُوَ رَاجِعُ

أَتَجْزَعُ مِمَّا أَحدَثَ الدَّهْرُ للفَتَى … وأَيُّ كَرِيمٍ لم تُصِبه القَوَارِعُ

لَعَمْرُكِ ما تَدْرِي الضَّوَاربُ بالحَصَى … ولا زَاجِراتُ الطيرِ ما اللهُ صانِعُ

وما المرء إلا كالشِّهَابِ وضَوْئِه … يحورُ رَمَادًا بعدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ

وما البِرُّ إِلَّا مُضْمَرَاتٌ مِن التُّقَى … وما المالُ إِلَّا مُعْمَراتٌ وَدَائِعُ

وقال له عمرُ بنُ الخَطَّابِ يومًا: يا أبا عَقِيلٍ، أَنْشِدْني شيئًا مِن شعرك، فقال: ما كنتُ لأقولَ شِعرًا بعد أن عَلَّمَنِي اللهُ البقرة وآلَ عِمْرانَ، فَزَادَه عمرُ في عطائه خمسمائةٍ، وكان ألفَيْنِ، فلمَّا كان في زمن معاويةَ قال له معاويةُ: هذانِ الفَوْدَانِ (٤) فما بالُ العِلاوة؟


= ابن أبي شيبة (٢٦٤٤١)، والأدب له (٣٧٨)، والزهد لأبي داود (٣١٦)، ومسند الحارث ابن أبي أسامة (٨٩٥ - بغية) والمجالسة وجواهر العلم للدينوري (٣٤٥٣)، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم (٥٩٦٤)، والزهد الكبير للبيهقي (٢١٤)، وتاريخ دمشق لابن عساكر ١٦/ ٤٤١، ٤٤٢، ٣٧/ ٤٠٢، ٤٣/ ١٣٣، والأبيات أيضا في شرح ديوان البيد ص ١٥٣.
(١) سقط من: ي، وفي ي ١: "أريد"، وفي غ: "أربك".
والأبيات في شرح ديوانه ص ١٧١.
(٢) في حاشية ط: "تظنينا"، وفي يا: "تظننا".
(٣) في خ: "السفان".
(٤) في حاشية ط: "في نسخة الفردين، والذي في المنتسخ هل هو واو أو راء، وفي نسخة: الفودان فانظره" غريب الحديث لابن قتيبة ٢/ ٤٠٣.